للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لدى الرجال والنساء والأحداث.

أوردت هذه الفاتحة تطرقاً إلى الكلام على رواية سمير الأمير لمنشئها الكاتب النحرير المتفنن في أسرار التحبير والتعبير سعيد أفندي البستاني فقد طالعت الرواية بتأن والتفات فألفيتها آية في بابها جامعة لمحاسن آداب القصص تقاتل ما استهجن من أخلاق قديمة وتحسن ما راق من اصطلاحات حديثة تبين وجهي الضرر والمنفعة في هذه وتلك وتحبب للقارئ مطالعتها لما فيها من إثارة عواطف العشق المباح وما تحويه من سحر حلال.

وقد روى المؤلف أن أميراً من أمراء لبنان تغذى بلبان الآداب أحب فتاة من بيت حقير فأحبته وكان الفريقان متفقين متوافقين مشرباً وتربية وتهذيباً فاستاء أهل الأمير من عزمه على الاقتران بابنة من غير آله وعدوا ذلك إزراء بشرفهم وكرامة بيتهم فاضمروا له ولها الضمائر وأعدوا لهما المكايد فقضت الأقدار أن خلاص كل منهما كان على يد الآخر حتى آل الأمر إلى إطلاع الحاكم على دسائس أهل الأمير فوبخهم وسعى في قران الحبيبين وانتهت بذلك الرواية هذا ما كان من أمر القصة وأما ما كان من أمر الآداب التي تتخللها فصاغها المؤلف بأن ضمن الرواية حكاية لشقيقة للأمير قهرها أهلها على الاقتران بقريب لها فأفضى أمرها إلى أن ماتت بأسباب الكدر وعدم الوفاق وزاد على ذلك أنها وضعت غلاماً ناقص الخلقة نتيجة القران بذوي القربى.

ومما يذكر من آداب الرواية أن الأمير لما خلص الفتاة حبيبته من مكيدة أعدها لها والده جبر على قتل رسول أبيه ثم ذهب ليسلم نفسه للموت ولم تسمح نفسه الأبية بأن يطلع الحاكم على سر الأمر خوفاً من أن يزري بكرامة

<<  <   >  >>