فيكون مربوط ديوان المدارس في تلك السنة ٤٦٧٨٤ جنيهاً و٢٨ قرشاً وهو نصف عشر إيراد المالية إذ ذاك تقريباً ونفس تسمح بنصف عشر إيرادها مع احتياجها للمصروف الكثير في العسكرية والدواوين نفس سخية كريمة محبة للعلم وأهله ساعية في تقدم بلادها وارتقاء رعيتها إلى أوج العرفان. ولكون الأهالي كانوا يجهلون ثمرة التعليم كانوا لا يسلمون أولادهم برضاهم فأخذوا للمدارس بالرغم فلما رأوا من نجح منهم قد تقدم في الحكومة رغبوا في التعليم وأرسلوا أبناءهم بأنفسهم ومع ما كان يجده المرحوم من المشاق ومعاكسة الأحوال وصعوبة الأمر في أوله فقد أمكنه أن يؤسس التعليم بأنواعه وجعله من ضروريات حكومته فكانت مكاتب الأرياف أولية يعلم فيها الخط والمطالعة والحساب
ويؤُخذ المتقدم فيها إلى مدارس المدن ليتمم اللازم فيها وبهذا تحصلت الحكومة على عمال كثيرين ممن ربتهم في وقت قصير وانتفع الأهالي بشرف