سنفصله وكأنه كان يتوجس من المرحوم السلطان عبد المجيد شراً فجعل شغله العسكرية واستحضار المعدات والآلات الحربية ولو اشتغل بالمعارف اشتغاله بالعسكرية ما ترك في مصر جاهلاً وفي مدنه توسط بعض المقربين إليه في إعادة مدرسة الطب فأمر بفتحها وعند عودة العلامة المرحوم رفاعة بك من السودان فتح له مدرسة في القلعة اجتمع فيها ٢٥٦ تلميذاً وكان يصرف عليها كل شهر ٧٣٨ جنيهاً و٣٥ قرشاً ولكنه لم يعين المقصود منها ووضع فيها مع رفاعة بك معلمين للعسكرية أما بقية المدارس فإنها قد استعملت مخازن وغيرها وبيعت أدوات التعليم كلها ووقف فن التربية في مصر إلى أن قام بالأمر بعده حضرة الخديوي إسماعيل باشا في ٢٧ رجب سنة ١٢٧٩ ففتح جميع المدارس وفروع التعليم وجعل لها ديواناً خاصاً ووجه على المعارف كل عنايته واستحضر كثيراً من الأوروبيين للتعليم وفصل التعليم العسكري من التعليم الملكي والحق كل قسم بديوانه ثم ألفت على المكاتب الأهلية وعمل قانوناً للمدارس والمكاتب وسعى في نشر التعليم في المدن والقرى فجعله على ثلاثة أقسام. القسم الأول التعليم الابتدائي في مكاتب القرى والمدن وهو قاصر على تعليم القراءة والكتابة وحفظ القرآن الشريف ورسالة في علم التوحيد ومعرفة القواعد الأربع الحسابية. القسم الثاني المدارس العامة في المدن المركوية من المديريات وتلامذتها يتعلمون قواعد النحو العربي والحساب والهندسة والجغرافية والتاريخ وبعض قواعد علم الطبيعة كالحوادث الجوية وبعض فوائد كيماوية تتعلق بالنبات والشجر وإصلاح الأرض ليترشحوا للدخول في المدارس العالية. القسم الثالث المدارس