للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المسيحي بحرية تامة والتي تمتع بها جرائد الأجراء في تكلمهم على أحوالنا بما تهواه أنفسهم وما يوعز به المستأجرون وليس هناك حجرٌ على الأستاذ ولا تضييق اللهم إلا أن يكون ذلك في صدور قوم لا يحبون الحق ولا يميلون إلى الصدق أو في شقاشق شرذمة تكره كل جريدة إسلامية وقليلٌ ما هم ولقد بلغ الوهم من هذا الفريق أن قال بعضهم أن وكيل الأستاذ بالزقازيق يخطب الناس يوم الجمعة بالأستاذ وهو على المنبر وبلغ ذلك لكبيره وهو أخذ يحقق هذا الأمر وكلها أوهام وخيالات لا حقائق لها دعاهم إليها كراهة تقدمنا وإصلاح شؤُننا ولو فرضنا وخطب الخطباء بالجرائد على المنابر ماذا يكون عليهم بعد انتشارها في جميع البلاد وقراءة الناس لها في المجامع والطرقات والدكاكين هل الأستاذ جريدة سرّبة حتى يكون ظهورها في مسجد أمراً خارقاً للعادة أو جريدة ضارة بالأمة فيخشى من تلاوتها بين العامة الذين يرون منها ألوف نسخ منتشرة بينهم أم ما هذه الأوهام التي اشتغلت بها الأفكار في اليقظة والمنام. ليهدأ روع كل متجه إلى الأستاذ فما هو إلا لسان صدق وناطق بحق ولقد تحقق من هذه الأوهام جهل الواشي والسامع بأمور ديننا فإنه لم تسبق عادة بقراءة الجرائد في خطبة الجمعة التي لها أحكام مخصوصة نعم أنه يجوز أن يقرأ الخطيب أي كالم فيه أمر بمعروف ونهى عن منكر ولكن لم يصدر ذلك

بقراءة جريدة على منبر وإنما الأمر على حد حكاية الذئب مع الحَمل حيث دخلا الحمام وجلس الذئب على الفسقية فمر عليه الحَمل فقال له أرفع ذيلك فإنه أثار التراب في وجهي فقال له يا سيدي أن الجاري تحت رجليك ماء لا تراب فقال الذئب وتعارضني أيضاً في كلامي وتنسبني

<<  <   >  >>