المصريون أمة مؤلفة من عرب وترك وجركس وارناؤُط وأقباط وسودانيين وإسرائيليين وهم بين مسلم ومسيحي ويهودي تضمهم البقعة المباركة الطيبة التربة عاشوا العصور الطويلة مرتبطين ببعضهم محبة ومعاشرة ومساكنة ومعاملة لم يفرق بينهم اختلاف دين ول تباين جنس ولا تغاير لغة وقد رحل إليهم كثير من السوريين والأوروبيين ونزلوا بلادهم
متجرين ومستخدمين فبلادهم المعاملة والمؤانسة وأنزلوهم منزلة أنفسهم فصاروا كأنهم مصريون أصليبون لما بين الجميع من الارتباط والاختلاط وقد عرف الأستاذ هذا فلزم إرشاد المجموع إلى ما فيه الصلاح والحث على الألفة والتحابب والتواد ومعرفة حقوق الجار والصاحب والصديق ونهى عن تفريق الأهواء وشعب شمل الاجتماع المصري وبين طرق التعاضد والتعاون على حفظ الأمن والنظام بتوحيد الكلمة والسر وأخذ على نفسه أن لا يميل إلى الخصائص الجنسية والمزايا الملية إلا في ييان ما لكل جنس وملة من ذلك حفظاً لفضيلة وتخليداً لمأثرة وتذكيراً بسابقة تاريخ وسالف أعمال لما يراه من احتياج الوطن إلى راحة الأفكار وتأليف النفوس ووصل الروابط الوطنية بالاستيطانية ليكن مجموع سكان البلاد أمة قائمة بحفظ حقوق الحاكم ورعاية القانون فتعم المدنية وتتسع العمارية وينتظم شمل الاجتماع المصري. والأجراء سعوا في تفريق الكلمة فميزوا بين فريق وفريق وأخذوا يذمون المصريين ويرمونهم بعدم قدرتهم على الأعمال وينسبوهم إلى الجهل وفساد الأخلاق ويقذفون حكامهم ويسفهون آراء نوابهم ويتطاولون على أمرائهم وينسبوهم إلى التعصب الديني