للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هي التي لا بد من وقوعها وصدقها، فهي ليست من قبيل أضغاث الأحلام.

ومن السنة قوله - صلى الله عليه وسلم -: «الرؤيا ثلاث: فرؤيا حق، ورؤيا يحدث بها الرجل نفسه، ورؤيا تحزين من الشيطان ..» (١).

قال الخوارزمي (٢) في كتابه مفيد العلوم ومبيد الهموم: «الباب السادس في سؤال المعتزلة في الرؤيا».

قالوا: كيف يجوز أن يرى ألف إنسان في وقت واحد النبي - صلى الله عليه وسلم - وكل واحد منهم في بلد غير بلد صاحبه، وهل يجوز أن يكون جسم واحد في ألف مكان، فلهذا أجمعنا على إبطال الرؤيا سوى رؤية الأنبياء عليهم الصلاة والسلام.

أجاب الإمام أبو الحسن الأشعري رحمه الله تعالى: تجويزكم صحة رؤيا الأنبياء يبطل قولكم ببطلانها لغير الأنبياء .. (٣).


(١) أخرجه الترمذي في جامعة في كتاب الرؤيا، باب أن رؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءًا من النبوية (٤/ ٥٣٢) وقال: هذا حديث حسن صحيح، والنسائي في السنن الكبرى، كاب التعبير، باب إذا رأى ما يكره (٤/ ٣٩٠) من حديث أبي هريرة رحمه الله، وصححه الألباني كما في سلسلة الأحاديث الصحيحة (٣/ ٣٢٨ - ٣٣٠).
(٢) هو جمال الدين أبو بكر محمد بن موسى الخوارزمي، ثم البغدادي (ت٤٠٣ هـ) كان ثقة دينا حسن الصلاة على طريق السلف انظر ترجمته في: سير أعلام النبلاء للذهبي (١٧/ ٢٣٥٩ والبداية والنهاية (١١/ ٣٧٤) وشذرات الذهب (٣/ ١٧٠).
(٣) مفيد العلوم ومبيد الهموم (٥٣٤) تحقيق: عبد الله الأنصاري طبعة (١٤٠٠) المكتبة العصرية، بيروت وقد طبع هذا الكتاب ثلاث طبعات وينسب فيها للخوارزمي المذكور ومنها الطبعة التي ذكرتها بحقيق الأنصاري، وطبعتين بمصر سنة ١٣١٠هـ، ١٣٣١ وطبع ونسبت في هذه الطبعة إلى زكريا بن محمد بن محمود القزويني (٦٠٥ - ٦٨٢) ولم يذكر سببًا واضحًا في نسبة الكتاب للقزويني سوى أنه وجده على بعض النسخ، والله أعلم.

<<  <   >  >>