للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال أبو بكر بن العربي (١) رحمه الله في رده على قول المعتزلة السابق: «وهذا على أصلهم في تخييلهم على العوام وإنكار أصول الشرع كإنكارهم الجن (٢) وإنكارهم كلام الملائكة للبشر، وأن جبريل لو كلم محمدًا - صلى الله عليه وسلم - لسمعه الحاضرون» (٣).

وقال رحمه الله: «قد قيل: إن الرؤيا لا حقيقة لها وهم القدرية (٤)، تعسًا لهم، وغلا صالح قبة، فقال: كل الرؤيا والرؤية بعين الرأس حقيقة».

ثم قال أبو بكر: وهذا حماق (٥).


(١) هو الإمام العلامة الحافظ القاضي، أبو بكر محمد بن عبد الله بن العربي المالكي الأندلسي (٤٦٨ - ٥٤٣هـ) كان فقيهًا عالمًا صحب الغزالي وأخذ عنه وكان يتهمه برأي الفلاسفة.
انظر ترجمته في: سير أعلام النبلاء (٢٠/ ١٩٧ - ٢٠٤) والبداية والنهاية (١٢/ ٢٤٥) وشذرات الذهب (٤/ ١٤١).
(٢) انظر قولهم في إنكار الجن: الفصل في الملل والنحل (٥/ ٥٧) وتفسير الرازي (١/ ٤٣٢).
(٣) إكمال المعلم (٦/ ٦٩) وانظر: إشارات الإمام (١٥٨).
(٤) القدرية هم الذين ينفون مشيئة الله في أفعال العباد، والمراد بهم هنا المعتزلة لأنهم زعموا أن هم الذين يخلقون أفعالهم استقلالاً وليس لمشيئة الله أثر فيها.
قال البغدادي في كتابه الفرق بين الفرق (١١٥) في بيان لما أجمعت عليه المعتزلة، وقد زعموا أن الناس هم الذين يقدرون إكسابهم وأنه ليس لله عز وجل، في إكسابهم وفي أعمال سائر الحيوانات صنع ولا تقدير، ولأجل هذا القول سماهم المسلمون قدرية، وسماهم المسلمون أيضًا مجوس هذه الأمة.
وانظر: تأويل مختلف الحديث (٩١ - ٩٥) والفصل في الملل والنحل (٣/ ٣٣) والبرهان في معرفة عقائد أهل الأديان (٢٦) والملل والنحل (١/ ٥٤).
(٥) عارضة الأحوذي (٩/ ١٣٠).

<<  <   >  >>