(٢٥) أن اختلاف الروايات في عدد أجزاء النبوة التي نسبت إليها الرؤيا الصالحة أمر لا نعلم الحكمة منه، وقد ذكر العلماء عدة توجيهات أحسنها قول الطبري- عالم الكتاب والسنة- أن ذلك يرجع إلى حال الرائي من الصدق والصلاح.
(٢٦) أن الذي تنسب رؤياه إلى أجزاء النبوة هو المؤمن الصالح، أما الكافر والفاسق فلا تنسب رؤياهم إلى النبوة وإن صدقت.
(٢٧) أن الرؤيا الصالحة تدخل في معنى الوحي العالم كما قال تعالى: {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللهُ إِلَّا وَحْيًا}[الشورى: ٥١].
فذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أن هذا الوحي عام في اليقظة والمنام للأنبياء وغيرهم.
وتسمية الرؤيا وحيًا وإلهامًا لا يعني أنها معصومة من الخطأ، أو أنها مصدر تلقي وليس لأحد أن يطلق القول بأن ما يقع له أنه وحي لا في اليقظة، ولا في المنام، لأن الوسواس غالب على الناس.
(٢٨) أن هناك نظريات خاطئة قدمها علم النفس في تفسير الرؤى، وكلها تغفل جوانب من الرؤيا دلت الأدلة الشرعية على صحتها، كالرؤيا الصادقة، والرؤيا من الشيطان، وانحصرت دراساتهم في نوع واحد فقط، مع تخبط في هذا.
٢٩ - أن الصوفية تغالي في الرؤى حتى تجعلها مصدرًا يقينيًا يبنون عليها كثيرًا من عقائدهم الباطلة، ويستندون إليها في ترويج ضلالاتهم، ومعرفة الحلال والحرام، وتفسير آيات القرآن، وتصحيح وتضعيف الأحاديث، ونسج الفضائل والمناقب لشيوخهم وغير ذلك.