للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الصور في الحس المشترك الذي يأخذها من النفس الناطقة والتي تأخذ ذلك من العقل الفعال. وهذا قول باطل لأنه لا دليل عليه من النقل ولا من العقل، فلم يرد عن طريق الوحي، والعقل لا يدرك هذه الأشياء. وعامة ما يعتمدون عليه هو التجويز الذهني (١).

ثانيًا: قولهم في الوجه الثاني أن حصول الرؤيا الكاذبة بسبب الأخلاط.

قال ابن العربي المالكي رحمه الله في رده عليهم: "تقسيمه - صلى الله عليه وسلم - الرؤيا ثلاثة أقسام هي قسمة صحيحة مستوفية للمعاني، وهي عند الفلاسفة على أربعة أقسام بحسب الطبائع الأربع (٢).

وقد بينا في كل كتاب، ونادينا على كل باب وصرخا على الوهاد والأنقاب (٣)، بأنه لا تأثير للأخلاط (٤).

وقال المازري رحمه الله بعد أن ذكر قول الفلاسفة السابق: "وهذا مذهب وإن جوزه العقل وأمكن عندنا أن يجري الباري جلت قدرته العادة بأن يخلق مثلما قالوه عند غلبة هذه الأخلاط فإنه لم يقم عليه دليل، ولا اطردت به عادة والقطع في موضع التجويز غلط وجهالة، هذا لو نسبوا ذلك إلى الأخلاط


(١) وانظر المنهج في الرد على الفلاسفة في كثير في مقالاتهم في الصفدية (١/ ١٦٣، ١٨١) فقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله بأن عامة ما يعتمد عليه الفلاسفة إنما هو التجويز الذهني.
(٢) هي عند الفلاسفة كما يقول الرازي في المباحث المشرقية (٢/ ٤٣١) الذي يميل مزاجه إلى الحرارة يرى النيران في النوم، ومن مال مزاجه إلى البرودة يرى الثلوج، ومن مال مزاجه إلى الرطوبة يرى الأمطار، ومن مال مزاجه إلى اليبوسة يرى الأشياء المظلمة.
(٣) الوهاد: هي الأماكن المطمئنة. انظر: الصحاح للجوهري (٢/ ٥٥٤) والأنقاب هي الطرق المرتفعة بين جبلين انظر: لسان العرب (١/ ٧٦٧).
(٤) عارضة الأحوذي (٩/ ١٢٧).

<<  <   >  >>