للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأما استعمال الرؤيا بمعنى الرؤية في اليقظة في الشعر العربي فكثير، ومن ذلك بيت الراعي يصف فيه ضيفًا طرقه ليلاً فيقول:

فكبر للرؤيا وهش فؤاده ... وبشر نفسًا كان قبلُ يُلومُها (١)

وقول أبي الطيب المتنبي (٢) لبدر بن عمار، وقد سامره ذات ليلة إلى قطع من الليل:

مضى الليل والفضل الذي لك لا ... ورؤياك أحلى في العيون من الغَمْضِ (٣)

وقول أبي الفوارس سعد بن محمد بن صيفي (٤):

لو نيل بالقول مطلوب لما حرم ... الرؤيا الكليم وكان الحظ للجبل (٥)


(١) لسان العرب (١٤/ ٢٩٧) ذكره ابن منظور ولم يبين من القائل لهذا البيت.
(٢) أبو الطيب، أحمد بن الحسين بن عبد الصمد الجعفي (٣٠٦ - ٣٥٤) وذكر الذهبي أنه ولد سنة (٣٠٣ هـ) بينما ذكر ابن كثير أنه سنة ٣٠٦ هـ الشاعر المعروف بالمتنبي لأنه زعم أنه نبي، فاق أهل زمانه في الأدب، وكان معجبًا بنفسه فمقت لذلك.
انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء (١٦/ ١٩٩ - ٢٠١) والبداية والنهاية (١١/ ٢٧٣، ٣٧٦).
(٣) ديوان المتنبي (٢/ ٢١٩٩ (١٢١) ولسان العرب (٢٤/ ٢٩٧).
(٤) هو الأمير شهاب الدين، أبو الفوارس سعد بنن محمد بن سعد بن صيفي وكان يزعم أنه من بني تميم (٤٩٢ - ٥٧٤هـ) أديب فقيه شافعي، له ديوان، وترسل، وباع في اللغة، وكان من أخبر الناس بأشعار العرب، المعروف بالحيص بيص، لأنه رأى الناس في حركة واختلاط فقال: ما للناس في حَيْص وبَيْص أي شر وهرج، فغلبت عليه هذه الكلمة.
انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء (٢١/ ٦١) والبداية والنهاية (١٢/ ٣٢٢).
(٥) الغيب المسجم للصفدي (٢/ ١٢١) وانظر ديوانه (١٢١).

<<  <   >  >>