للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مواطن الشر، حذِراً من دسائس الأعداء ومكائدهم.

وكذلك يجوز السفر أو يجب إلى بلادهم إذا كان لأجل الدعوة إلى الله ونشر الإسلام.

٤ - لا يجوز أن يُوَلّى الكافر ولاية فيها سلطان على المسلمين أو إطلاع علا أسرارهم كاتخاذهم وزراء ومستشارين (١)، لقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً (٢) وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ} [آل عمران: ١١٨].

قال الإمام ابن القيم: «ولما كانت التولية شقيقة الولاية كانت توليتهم نوعاًَ من


(١) ومع ذلك يقول الأستاذ محمد مهدي عاكف مرشد (الإخوان المسلمين) إن كلمة الولاية مقصود بها الرئاسة فقط، أما باقي الوزارات والهيئات فهي مناصب وليست ولاية، ويحق للأقباط العمل وتولي المسئولية بها، وقال أيضاً: العلاقة بيننا وبينهم (الأقباط) أكثر من ممتازة ودائماً نضعهم على قوائم انتخاباتنا في النقابات ومجلس الشعب والشورى (جريدة الغد ٨/ ٦/٢٠٠٥، العدد ١٤، ص ٦) وقال الأستاذ محمد مهدي عاكف في تصريحات خاصة لـ (المصري اليوم بتاريخ ٩/ ١٠/٢٠٠٥): «إن الجماعة عادة ما تنسق مع منير فخري عبد النور (نصراني) في دائرة الوايلا، ولا نكتفي بترك الدائرة له بدون منافسة وإنما نساعده فيها» اهـ. وهذا الكلام ما هو إلا ثمرة التنازلات، ونطلب منه أن يقرأ الآية المذكورة (آل عمران: ١١٨) وتفسيرها في الظلال (١/ ٤٥٢)، ونطلب منه أيضاً أن يقرأ قول الدكتور عبد الكريم زيدان: «من شروط أهل الحل والعقد العدالة الجامعة لشروطها ... ومن شروط العدالة الإسلام فيشترط أن يكون الشخص مسلماً» ا. هـ (أصول الدعوة: ص٢٠٩).
بل قال الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح - أحد كبار الإخوان المسلمين- في تصريحات لجريدة العربي الناصري العدد ٨٧٩ السنة ١١ الأحد ٥/ ١٠/٢٠٠٣: «نحن لا نعترض على اختيار مسيحي رئيساً لمصر بالانتخاب؛ لأن هذا حق لأي مواطن بغض النظر عن ديانته وعقيدته السياسية فحتى لو كان زنديقا فمن حقه أن يرشح نفسه وإذا اختاره الشعب فهذه إرادته؛ لأن البديل في هذه الحالة هو أن تحارب الشعب وتصبح مستبداً وهذا نرفضه تماماً، فنحن مع ما يختاره الشعب أيا كان ... ».
وأكد د. محمد السيد حبيب النائب الأول للمرشد العام أن مكتب الإرشاد طلب من بعض الأقباط ترشيح أنفسهم في الانتخابات (انتخابات مجلس الشعب ٢٠٠٥) إلا أنهم رفضوا مشيراً إلى أن الجماعة قررت دعم أحد الشخصيات القبطية المرشحين في الانتخابات (جريدة الجمهورية ١٨/ ١٠/٢٠٠٥ ص٥).
وتأمل الآتي: قال منتصر الزيات ـ محامي الجماعات الإسلامية ـ أمام أبناء دائرة بولاق الدكرور أنه رغم تمثيله للتيار الإسلامي إلا أن الإخوان المسلمين تعمدوا ترشيح أحد قيادات الإخوان أمامه في الدائرة وقد كان الأجدر بالإخوان المسلمين أن يُخلو الدائرة لأخٍ لهم يرفع نفس الشعارات التي يرفعونها. وقال: لم أكن أتصور أن الإخوان الذين أخلوا بعض الدوائر من أجل الأقباط والحزب الوطني يرفضون إخلاء دائرتي. (جريدة الجمهورية ٨/ ١٠/١٤٢٦هـ، ١٠/ ١١/٢٠٠٥).
(٢) بطانة الرجل: خاصته، لا يألونكم خبالاً: لا يقصرون في عمل ما يضركم.

<<  <   >  >>