للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حق من قاتل ومن لم يقاتل» (١).

يقول الأستاذ سيد قطب - رحمه الله -: «إن سماحة الإسلام مع أهل الكتاب شيء واتخاذهم أولياء شيء أخر، ولكنهما يختلطان على بعض المسلمين ... فيخلطون بين دعوة الإسلام إلى السماحة في معاملة أهل الكتاب والبر بهم في المجتمع المسلم الذي يعيشون فيه مكفولي الحقوق، وبين الولاء الذي لا يكون إلا لله ورسوله وللجماعة المسلمة، ناسين ما يقرره القرآن الكريم من أن أهل الكتاب بعضهم أولياء بعض في حرب الجماعة المسلمة، وأن هذا شأن ثابت لهم، وأنهم ينقمون من المسلم إسلامه، وأنهم لن يرضوا عن المسلم إلا أن يترك دينه ويتبع دينهم، وأنهم مصرون على الحرب للإسلام وللجماعة المسلمة، وأنهم قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر» (٢).

* موقف المسلم من أعياد الكفار (٣):

أولاً: اجتناب حضورها: اتفق أهل العلم على تحريم حضور أعياد الكفار والتشبه بهم فيها.

ثانياً: اجتناب موافقتهم في أفعالهم: قد لا يتسنى لبعض المسلمين حضور أعياد الكفار لكن يفعل مثل ما يفعلون فيها، وهذا من التشبه المذموم المحرم، قال شيخ الإسلام: «لا يحل للمسلمين أن يتشبهوا بهم في شيء مما يختص بأعيادهم لا من طعام


(١) فتح الباري كتاب الهبة باب ٢٩ (قبل شرح حديث ٢٦١٩) ورغم وضوح الآية في النهي عن محبة الكافرين ومودتهم نجد في البرنامج الانتخابي للمستشار مأمون الهضيبي، والذي نشرته جريدة (أفاق عربية) يوم الخميس ٢٨/رجب ١٤٢١ هـ ٢٦/ ١٠/٢٠٠٠ (ص ٧) تحت بند حادي عشر: في مجال الأخوة الأقباط تحت رقم ٦: الحرص على روح الأخوة المصرية التي أظلت أبناء مصر على مر القرون مسلمين وأقباط وإشاعة الأصول الداعية إلى المحبة والمودة بينهم (وقد أصبح الأستاذ الهضيبي - فيما بعد - المرشد السادس (للإخوان المسلمين).
وقد نادى الإخوان المسلمون بنفس هذه المقولة في مبادرتهم حول الإصلاح في مصر (ص٣٧ - ٣٨) التي أعلنت في ١٢ محرم ١٤٢٥ هـ/٣ مارس ٢٠٠٤ م.
(٢) في ظلال القرآن (٢/ ٩٠٩ - ٩١٠) بتصرف.
(٣) أعياد الكفار وموقف المسلم منها لإبراهيم الحقيل (ص٧١ - ٧٨) بتصرف.

<<  <   >  >>