للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولا يجوز، إلا أن يكون أخاً له من النسب أو الرضاع، وذلك لأنه إذا انتفت أخوة النسب والرضاع لم يبق إلا أخوة الدين والكافر ليس أخاً للمؤمن في الدين» (١).

ورغم ذلك يقول الأستاذ محمد حسين: «لا مشاحة أن نقول: «إخواننا»، أو نقول: «إخواننا وأبناء وطننا من النصارا»»!!

٢ - معنى الأخوة في الآيات التي ذكرها الأستاذ محمد حسين أن الله قد أخبر بأنه قد بعث هؤلاء الأنبياء إلى أقوامهم، وأن بينهم نسباً فليسوا هم غرباء عنهم، وإنما ذوو قرابة، فلا حرج أن يسمى المسلم الكافر أخاً إذا كان أخاً له في النسب أو الرضاعة، وهؤلاء الأنبياء المذكورون ذوو نسب مع قومهم، فبينهم أخوة نسب لا أخوة دين.

قال الإمام الألوسي: «معنى كونه - عليه السلام - أخاهم أنه منهم نسباً، وهو قول الكثير من النسابين» (٢).

وقال الإمام القرطبي: «قيل له أخوهم لأنه منهم وكانت القبيلة تجمعهم كما تقول: يا أخا تميم» (٣).

٣ - ما ذكر في الآيات حكاية عن أنهم من قومهم، ولم يذكر القرآن أنهم قالوا لهم: يا إخوتنا، أو أنتم إخواننا، ولم يثبت عن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ذلك، بل ثبت العكس عن إبراهيم - عليه السلام - حيث قال هو والذين آمنوا معه: {إِنَّا برءاؤاْ مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللهِ}.

٤ - بنى الأستاذ محمد حسين على فهمه من هذه الآيات أن الله أثبت أخوة بين المتخالفين في العقيدة هي أخوة القومية والوطنية والمصالح المشتركة بين المتخالفين في العقيدة، ونقول ما المصالح المشتركة التي كانت بين إبراهيم - عليه السلام - وقومه والتي


(١) المجموع الثمين (٣/ ١١٣).
(٢) روح المعاني (٨/ ١٥٤).
(٣) تفسير القرطبي (تفسير الآية ٥٠ من سورة هود).

<<  <   >  >>