للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٦ - أما قول الأستاذ محمد حسين: «ولا عيب أن نتناصح ونتشارك في المصالح الوطنية المشتركة»، فنترك الرد للأستاذ سيد قطب - رحمه الله - حيث يقول: «إن المسلم مطالب بالسماحة مع أهل الكتاب، ولكنه مَنْهِاّ عن الولاء لهم بمعنى التناصر والتحالف معهم، وإن طريقه لتمكين دينه وتحقيق نظامه المتفرد لا يمكن أن يلتقى مع طريق أهل الكتاب، (١) ومهما أبدى لهم من السماحة والمودة فإن هذا لن يبلغ أن يرضوا له البقاء على دينه وتحقيق نظامه (٢) ولن يكُفَّهم عن موالاة بعضهم لبعض في حربه والكيد له ... وسذاجة أي سذاجة وغفلة أي غفلة، أن نظن أن لنا وإياهم طريقاً واحداً نسلكه للتمكين للدين! أمام الكفار والملحدين! فهم مع الكفار والملحدين، إذا كانت المعركة مع المسلمين!!! وهذه الحقائق الواعية يغفل عنها السذج منا في هذا الزمان وفي كل زمان ... ناسين تعاليم القرآن كله، وناسين تعليم التاريخ كله ... إن هؤلاء لا يقرؤون القرآن وإذا قرؤوه اختلطت عليهم دعوة السماحة التي هي طابع الإسلام، فظنوها دعوة الولاء التي يحذِّر منه القرآن» (٣).

٧ - وبينما نسمع من الأستاذ محمد حسين هذا القول فيما يتعلق بالنصارى نجده في كتابه (سلوكيات وأحكام المرأة في المجتمع المسلم) (ص٣٤) يصف علماء المسلمين ـ المخالفين له في مسألة شرعية ـ بأنهم قَليلوا الصلة بالقرآن والعلم، مع أن رأيهم هو الراجح، فهل هذا نصيب إخوانك المسلمين من التناصح؟ فهلا قلت عنهم مثل ما قلت عن النصارا.


(١) قال الدكتور جابر قميحة: أعلن الإخوان أن الحزب الذي يدعون إلي إنشائه يتسع لعنصري الأمة المسلمين والأقباط. (أفاق عربية ٨/ ١٠/١٤٢٦ - ١٠/ ١١/٢٠٠٥) وللقاريء أن يتخيل حزباً إسلامياً بهذا الشكل.
(٢) وصدق - رحمه الله - فقد أعلن النصارى الذين يلمعهم (الإخوان المسلمون) أمثال ميلاد حنا رفضهم للشريعة الإسلامية، بل قال ميلاد حنا: «في اليوم الذي يفوز فيه الإخوان المسلمون بأكثر من ٥٠? من المقاعد، فإن الأقباط الأغنياء سيغادرون البلاد وسيبقى الأقباط الأفقر، وربما يغير بعضهم دينه وأتمنى أن أموت قبل أن يأتي هذا اليوم» (الشرق الأوسط ٢٢/ ١١/٢٠٠٥)، وانظر: (الأهرام ٢٥/ ١٠/١٤٢٦ - ٢٧/ ١١/٢٠٠٥).
(٣) في ظلال القرآن (٢/ ٩١٠) عند تفسير الآية ٥١ من سورة المائدة.

<<  <   >  >>