للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [النور: ٦٣]» (١).

ونلاحظ في هذه الأمثلة أن الدافع إلى البدعة ومخالفة السنة كان الحرص علا الخير والزيادة في الطاعة ومع ذلك فقد أكد الأئمة على ضرورة الوقوف عند حدود السنن، وهم في ذلك على قاعدة عظيمة في تجريد الاتباع ذكرها التابعي الجليل سعيد بن جبير - رحمه الله - وهي قوله: «قد أحسن من انتهى إلى ما سمع» (٢).


(١) ذكر الإمام الشاطبي في (الاعتصام ١/ ١٣٢) أن ابن العربي حكاه عن الزبير بن بكار.
وقال الشيخ الألباني في (الضعيفة) (رقم ٢١٠): «قد روى البيهقي كراهة الإحرام قبل الميقات عن عمر وعثمان - رضي الله عنهما -، وهو الموافق لحكمة تشريع المواقيت، وما أحسن ما ذكر الشاطبي ـ رحمه الله ـ في (الاعتصام) (١/ ١٦٧) ومن قبله الهروي في (ذم الكلام) ... (٣/ ٥٤ / ١) عن الزبير بن بكار قال: «حدثني سفيان بن عيينة قال: سمعت مالك بن أنس وأتاه رجل فقال: يا أبا عبد الله من أين أحرم؟ قال: من ذي الحليفة من حيث أحرم رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -، فقال: إني أريد أن أحرم من المسجد من عند القبر، قال: «لا تفعل فإني أخشى عليك الفتنة»، فقال: وأي فتنة في هذه؟ إنما هي أميال أزيدها! قال: وأي فتنة أعظم من أن ترى أنك سبقت إلى فضيلة قصرعنها رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -؟! إني سمعت الله يقول! {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [النور: ٦٣]».
(٢) رواه الإمام مسلم في الإيمان (١/ ١٩٩).

<<  <   >  >>