للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكقول العرب: الشقاء أحب إليك، أم السعادة؟ وقوله تعالى: {قَالَ رَبّ السّجْنُ أَحَبُّ إِلَىَّ} الآية.

قال أبو حيان في البحر المحيط في قوله تعالى: {أَذلك خَيْرٌ}، وخير هنا ليست تدل على الأفضلية، بل هي على ما جرت به عادة العرب في بيان فضل الشيء، وخصوصيته بالفضل دون مقابله كقوله: فشركما لخيركما الفداء. وكقول العرب: الشقاء أحب إليك أم السعادة، وكقوله: {السّجْنُ أَحَبُّ إِلَىَّ مِمَّا يَدْعُونَنِى إِلَيْهِ} وهذا الاستفهام على سبيل التوقيف والتوبيخ. اهـ. الغرض من كلام أبي حيان.

وعلى كل حال فعذاب النار شر محض لا يخالطه خير البتة كما لا يخفى] (١).

[١١٠ - بورا، اسم مصدر يقع على الجماعة، وعلى الواحد.]

[الأصح أن قوله بوراً معناه هلكى، وأصله اسم مصدر يقع على الواحد وعلى الجماعة، فمن إطلاقه على الجماعة قوله هنا {وَكَانُواْ قَوْماً بُوراً} وقوله في سورة الفتح {وَظَنَنتُمْ ظَنَّ السَّوْء وَكُنتُمْ قَوْماً بُوراً} ومن إطلاقه على المفرد قول عبد الله بن الزبعري السهمي رضي الله عنه:

يا رسول المليك إن لساني ... ... ... راتق ما فتقت إذ أنا بور

ويطلق البور على الهلاك. وعن ابن عباس أنها لغة أهل عمان، وهم من أهل اليمن، ومنه قول الشاعر:

فلا تكفروا ما قد صنعنا إليكم ... وكافوا به فالكفر بور لصانعه] (٢).

١١١ - رجوع الإشارة، أو الضمير بالإفراد مع رجوعهما إلى متعدّد باعتبار المذكور (٣).

[رجوع الإشارة، أو الضمير بالإفراد مع رجوعهما إلى متعدّد باعتبار المذكور أسلوب عربيّ معروف، ومنه في الإشارة قوله تعالى: {قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا


(١) - (٦/ ٢٩٥ - ٢٩٦) (الفرقان/١٥، ١٦).
(٢) - (٦/ ٣٠٠) (الفرقان/١٧ - ١٨).
(٣) - ونوع المجاز هنا عند القائلين به هو المجاز في مفرد، ويسمى اللغوي، من نوع إطلاق المفرد على المثنى، ومثل له أيضاً السيوطي في الإتقان (٣/ ١١٧) بقوله تعالى: {وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ} (التوبة: ٦٢)، قال: أي يرضوهما، فأفرِد لتلازم الرضاءين.

<<  <   >  >>