(٢) - ونوع المجاز هنا عند القائلين به هو مجاز مرسل، وعلاقته محلية، وانظر الإتقان (٣/ ١١٤)، أسرار البيان (ص/١٢٤). (٣) - قال الشنقيطي - رحمه الله - (٤/ ٣٨٧ - ٣٨٨) (مريم/٧٣ - ٧٤): [وقول الكفار الذي حكاه الله عنهم في هذه الآية الكريمة {أَىُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَّقَاماً وَأَحْسَنُ نَدِيّاً} الظاهر فيه أن وجه ذكرهم للمقام والندي: أن المقام هو محل السكنى الخاص لكل واحد منهم. والندي محل اجتماع بعضهم ببعض ... والمقامات: جمع مقامة بمعنى المقام. والأندية: جمع نادٍ بمعنى الندى وهو مجلس القوم، ومنه قوله تعالى: {السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِى نَادِيكُمُ الْمُنْكَرَ} فالنادي والندي يطلقان على المجلس، وعلى القوم الجالسين فيه. وكذلك المجلس يطلق على القوم الجالسين، ومن إطلاق الندي على المكان قول الفرزدق: وما قام منا قائم في ندينا ... ... ... فينطق إلا بالتي هي أعرفُ وقوله تعالى هنا: {وَأَحْسَنُ نَدِيّاً}. ومن إطلاقه على القوم قوله: {فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ}. ومن إطلاق المجلس على القوم الجالسين فيه قول ذي الرمة: لهم مجلس صهب السبال أذلة ... ... ... سواسية أحرارها وعبيدها]. وقال أيضاً (٥/ ٧١٠) (الحج/٤٥): [وقد دلت هذه الآية الكريمة وأمثالها في القرآن أن لفظ القرية: يطلق تارة على نفس الأبنية، وتارة على أهلها الساكنين بها، فالإهلاك في قوله: {أَهْلَكْنَاهَا}، والظلم في قوله: {وَهِىَ ظَالِمَةٌ}: يراد به أهلها الساكنون بها وقوله: {فَهِىَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا} يراد به الأبنية كما قال في آية: {وَاسْئَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِى كُنَّا فِيهَا} وقال في أخرى: {حَتَّى إِذَآ أَتَيَآ أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَآ أَهْلَهَا}. وقد بينا في رسالتنا المسماة منع جواز المجاز في المنزل للتعبد والإعجاز: أن ما يسميه البلاغيون مجاز النقص، ومجاز الزيادة، ليس بمجاز حتى عند جمهور القائلين بالمجاز من الأصوليين، وأقمنا الدليل على ذلك]. وقال الثعالبي في سر العربية (ص/٣٤٦): [فصل في ذكر المكان والمراد به مَنْ فيه: العرب تفعل ذلك قال الله تعالى: " واسأَل القَرْيَةَ التي كنَّا فيها " أي أهلها وكما قال جلَّ جلاله: " وإلى مَديَنَ أخاهم شُعيباً " أي أهل مديَن وكما قال حُمَيدُ بن ثَور: ... قَصائِدُ تَستَحْلي الرُواةُ نَشيدَها ... ويَلهو بها من لاعِبِ الحَيِّ سامِرُ يَعَضُّ عليها الشيخُ إبهامَ كَفِّهِ ... وتُجزى بها أحياؤُكم والمقابرُ أي أهل المقابر. والعرب تقول: أكلتُ قِدراً طيبة. أي أكلت ما فيها. وكذلك قول الخاصّة: شَرِبت كأسا]. (٤) - (٩/ ٦٧٠) (الناس/٥).