للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فحسبوه فألفوه كما زعمت ... ... ... ستا وستين لم تنقص ولم تزد

فقوله: أو نصفه بمعنى ونصفه كما هو ظاهر من معنى البيتين المذكورين، لأن مرادها أنها تمنت أن يكون الحمام المار بها هو ونصفه معه لها مع حمامتها التي معها، ليكون الجميع مائة حمامة، فوجدوه ستاً وستين ونصفها ثلاث وثلاثون، فيكون المجموع تسعاً وتسعين، والمروي في ذلك عنها

أنها قالت:

ليت الحمام ليه ... ... ... إلى حمامتيه

ونصفه قديه ... ... ... تم الحمام مايه

وقول توبة بن الحمير:

قد زعمت ليلى بأني فاجر ... ... لنفسي تقاها أو عليها فجورها] (١).

١٥٧ - يطلق النزول على عذاب أهل النار على سبيل التهكم والاحتقار (٢).

[قوله تعالى: {هذا نُزُلُهُمْ يَوْمَ الدِّينِ}. النزل بضمتين: هو رزق الضيف الذي يقدم له عند نزوله إكراماً له، ومنه قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلاً}، وربما استعملت العرب النزول في ضد ذلك على سبيل التهكم والاحتقار، وجاء القرآن باستعمال النزول فيما يقدم لأهل النار من العذاب كقوله هنا: في عذابهم المذكور في قولهم: {لاّكِلُونَ مِن شَجَرٍ مِّن زَقُّومٍ} إلى قوله: {شُرْبَ الْهِيمِ هذا نُزُلُهُمْ} أي هذا العذاب المذكور هو ضيافتهم ورزقهم المقدم لهم عند نزولهم في دارهم التي هي النار، كقوله تعالى للكافر الحقير الذليل: {ذُقْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ}.

وما تضمنته هذه الآية الكريمة من إطلاق النزول على عذاب أهل النار، جاء موضحاً في غير هذا الموضع كقوله في آخر هذه السورة الكريمة: {فَنُزُلٌ مِّنْ حَمِيم ٍوَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ}، وقوله تعالى في آخر الكهف: {إِنَّآ أَعْتَدْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ نُزُلاً}، ونظير ذلك من كلام العرب قول أبي السعد الضبي:


(١) - (٧/ ٧٨٠) (الواقعة/٤٧).
(٢) - وفيه عند القائلين بالمجاز استعارة تهكمية، وهي ما استعمل في ضد أو نقيض، وانظر الإتقان (٣/ ١٤٠).

<<  <   >  >>