الجمرة في اللغة: الحصاة، وسميت الجمرة التي هي موضع الرمي بذلك، لأنها المحل الذي يرمى فيه بالحصى، وعلى هذا فهو من تسمية الشيء باسم ما يحل فيه، وهو أسلوب عربي معروف، وهو عند البلاغيين من نوع ما يسمونه المجاز المرسل، والتجمير: رمي الحصى في الجمار ومنه قول بن أبي ربيعة:
بدَا لِي منها معصمٌ يوم جَمَّرت ... ... ... وكفٌّ خضيبٌ زُيِّنت ببنانِ
فوالله ما أدري وإني لحاسب ... ... ... بسبع رميتَ الجمرَ أم بثمانِ
والمجمر بصيغة اسم المفعول مضعفاً: هو الموضع الذي ترمى فيه الجمار، ومنه قول حذيفة بن أنس الهذلي:
وقال بعض أهل العلم: أصل الجمرة من التجمر بمعنى التجمع، تقول العرب: تجمَّر القوم، إذا اجتمعوا، وانضم بعضهم إلى بعض، وجمرهم الأمر: أحوجهم إلى التجمر، وهو التجمع، وجمر الشيء: جمعه، وجمر الأمير الجيش، إذا أطال حبسهم مجتمعين بالثغر، ولم يأذن لهم في الرجوع والتفرق، وروى الربيع: أن الشافعي أنشده في ذلك قول الشاعر:
أي مجتمعين، وعلى هذا فاشتقاق الجمرة من التجمر بمعنى: التجمع لاجتماع الحجيج عندها يرمونها، وقيل: لأن الحصى يتجمع فيها، وقيل: اشتقاق الجمرة من أجمر إذا أسرع؛ لأن الناس يأتون مسرعين لرميها. وقيل: أصلها من جمرته إذا نحيته، وأظهرها: القول الأول، والثاني. والعلم عند الله تعالى.] (١).
(١) - (٥/ ٢٩٨) (الحج/٢٧) وقال الشيخ - رحمه الله -: في فتوى له عن محل العقل: [يغلب في الكتاب والسنة إطلاق القلب وإرادة العقل وذلك أسلوب عربي معروف لأن من أساليب اللغة العربية إطلاق المحل وارد الحال فيه كعكسه والقائلون بالمجاز يسمون ذلك الأسلوب العربي مجازا مرسلا , ومن علاقات المجاز (المرسل) عندهم المحلية والحالية كإطلاق القلب وإرادة العقل لان القلب محل العقل و (كإطلاق) النهر الذي هو الشق في الأرض على الماء الجاري فيه كما هو معلوم في محله.].