قال يحيى بن سلام: الجنة في السماء والنار في الأرض، وذلك ما لا انقطاع له.
قال عمرو بن عبيد قال بعض أهل العلم: إنما عنى بقوله (خَالدينَ فيها) بعدما يعيدهما، وذلك أنّه يفنيهما، فكأنه قال: خالدين فيها بعد ما يعيد السماوات والأرض.
وقال أحمد بن سالم: المعنى في أهل النار خالدين فيها ما دامت سماوات أهل النار وأرضهم، وكذلك في أهل الجنة ما دامت سماواتهم وأرضهم، قال: وسماء الجنة العرش والكرسي.
وقد أشبعت القول على هاتين الآيتين في كتاب " متخير الفريد ".
وقرأ الكسائي وحمزة وحفص عن عاصم (وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا) بضم السين، وقرأ الباقون (سَعِدُوا) بفتحها، وفي ضم السين بُعد، ومجازه: أنّه استعمل على حذف الزيادة، وعلى هذا قالوا " مسعود " وإنما هو من أسعده الله، وقالوا " مُحَبوب " وحقه أن يقال " مُحَب "
قال عنترة:
وَلقَدَ نَزَلْتِ فلا تَظُني غيرَهُ ... مِنِّي بِمنزلةِ الْمُحبِّ المكرَّمِ
وهذا وإن كان الأصل فمحبوب أكثر في الاستعمال، وزعم بعضهم: أنّ " سَعِدَ " يتعدى ولذلك بناه لما لم يسمَّ فاعله؛ لأنَّ اللازم لا يجوز رده إلى ما لم يسمَّ فاعله.