للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[المسائل المستنبطة من باب بيان فضل التوحيد وما يكفر من الذنوب]

قال: [فيه مسائل] يعني: في هذا الباب: الأولى: سعة فضل الله سبحانه وتعالى، فإن فضله عظيم، وجوده واسع.

الثانية: أنه يغفر للعباد ويعطي الشيء العظيم على أشياء صغيرة يفعلها الإنسان، فقول كلمة التوحيد: لا إله إلا الله سهل، لكن فيها الأجر العظيم الذي يدل على كثرة ثواب التوحيد عند الله سبحانه.

الثالثة: تكفيره للذنوب، فبالتوحيد يكفر الله عز وجل الذنوب، وتوحيدك لله سبحانه يدفعك بأن ترجو ربك، وإذا رجوت الله فالله يعطيك ما ترجوه، فيغفر ويكفر سبحانه.

الرابعة: تفسير الآية التي في سورة الأنعام، يعني: في قصة إبراهيم ومعنى الهدى التام.

الخامسة: تأمل الخمس اللواتي في حديث عبادة: (من شهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله) الحديث.

السادسة: أنك إذا جمعت بينه وبين حديث عتبان وما بعده تبين لك معنى قول لا إله إلا الله، وتبين لك خطأ المغرورين.

يعني: ففي حديث عتبان بن مالك ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أن مالك بن الدخشم يقول: لا إله إلا الله، وكذلك ذكر فيه أنه يقول هذه الكلمة ويرجو بها وجه الله سبحانه، وذلك حين قالوا عن مالك بن الدخشم: ذلك منافق لا يحب الله ورسوله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تقل ذلك، ألا تراه قد قال: لا إله إلا الله يريد بذلك وجه الله) فلما شكوا قالوا: الله ورسوله أعلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (فإن الله قد حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله).

السابعة: التنبيه للشرط في حديث عتبان.

أي: أنه يبتغي بها وجه الله سبحانه.

الثامنة: كون الأنبياء يؤمرون بالتنبيه على فضل لا إله إلا الله، قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} [الأنبياء:٢٥].

التاسعة: التنبيه لرجحانها بجميع المخلوقات.

أي: هذه الكلمة العظيمة لو أن السموات والأرضين وما فيهن في كفة وهي في كفه، طاشت بهن هذه الكلمة العظيمة.

العاشرة: النص على أن الأرضين سبع كالسموات، قال الله تعالى: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَمِنَ الأَرْضِ مِثْلَهُنَّ} [الطلاق:١٢] فالله خلق سبع سموات وسبع أرضين، والله أعلم بما يذكر سبحانه وتعالى.

الحادية عشرة: أن لهن عماراً.

أي: خلق الله الإنس وخلق الجن، وخلق الملائكة، وخلق الدواب، ويخلق ما يشاء سبحانه.

الثانية عشرة: إثبات الصفات لله خلافاً للأشعرية.

يعني: للذين يؤولون صفات الله سبحانه وتعالى، فقد ذكر أنه في السماء سبحانه وتعالى، وجاء القرآن بذلك، قال تعالى: {أَأَمِنتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ} [الملك:١٦] وقال تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه:٥] وجاء في أحاديث أن النبي صلى الله عليه وسلم سأل الجارية: (أين الله؟ فقالت الجارية: في السماء) وغير ذلك من الأحاديث التي تفيد أنه فوق سمواته وأنه مستو على عرشه، فنؤمن بذلك كما سيأتي في الكلام عن صفاته سبحانه.

الثالثة عشرة: أنك إذا عرفت حديث أنس عرفت أن قوله في حديث عتبان: (فإن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله) أنه ترك الشرك وليس قول هذه الكلمة.

يعني: الكلمة ليست مجرد أن يقول: لا إله إلا الله ثم يطوف بالقبر، أو يقول: لا إله إلا الله، ويقول: يا سيدي فلان أغثني، ويا سيدي فلان اشفني، فانظروا الفرق بين جاهلية العصر وجاهلية أهل الجاهلية.

<<  <  ج: ص:  >  >>