للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[اتقاء دعوة المظلوم في جمع الزكاة]

قال: (واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب).

معاذ حاكم أرسله النبي صلى الله عليه وسلم والياً على اليمن يؤمهم ويعلمهم ويحكمهم بينهم بشرع الله سبحانه، ويأخذ منهم زكاة أموالهم ويوزعها فيهم رضي الله تبارك وتعالى عنه.

فيحذره النبي صلى الله عليه وسلم من دعوة المظلوم، وعمم النبي صلى الله عليه وسلم الحكم في أي مظلوم حكم عليه بغير العدل، أو أخذ من أمواله ما لا يريد أن يعطيه، وليس من حق معاذ أن يأخذه.

إذا كان هذا معاذ وهو سلطان العلماء والسابق للعلماء يوم القيامة فغيره أولى أن يتقي دعوة المظلوم، معاذ من رآه أحبه رضي الله تبارك وتعالى عنه، فقد حبيباً للناس قد جعل الله في قلبه المحبة للناس، وجعل في قلوب الناس محبة له، وما كان معاذ ليظلم الناس وقد أرسله النبي صلى الله عليه وسلم ليعلمهم الإسلام، وبذلك يعلم النبي صلى الله عليه وسلم كل إنسان يتولى أمور الناس أن يحذر من الظلم، (الظلم ظلمات يوم القيامة)، ولذلك قال في الحديث: (واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب).

أي مظلوم سواء كان فاجراً أو كافراً فدعوته مستجابة عند الله سبحانه، ولذلك جاء في الحديث: (اتقوا دعوة المظلوم فإنها تصعد إلى السماء كأنها شرار)، رواه الحاكم عن ابن عمر وصححه الشيخ الألباني.

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (اتقوا دعوة المظلوم، فإنها تحمل على الغمام -أي: السحاب- وترفع إلى السماء، فيقول الله جل جلاله: وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين).

إذاً: على الإنسان المؤمن أن يتقي الله سبحانه تبارك وتعالى فلا يظلم أحداً من الخلق.

<<  <  ج: ص:  >  >>