للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يتجر لنا فيه فنأكل من ربحها وضمانها عليه. فقالت إذن فاشترى أدماً وطعاماً واشترى بعيرين وغلامين يمتاران عليهما حوائجهم وفرقها فى المساكين وأهل الحاجة قال فما لبثت إلا يسيراً حتى قالت له امرأته: إنه نفد كذا وكذا، فلوا أتيت ذلك الرجل فأخذت لنا من الربح فاشتريت لنا مكانه، قال: فسكت عنها قال: ثم عاودته قال: فسكت عنها حتى آذته ولم يكن يدخل بيته إلا من ليل إلى ليل قال: وكان رجل من أهل بيته ممن يدخل بدخوله فقال لها: ما تصنعين؟ إنك قد آذيته وأنه قد تصدق بذلك المال، قال: فبكت أسفاً على ذلك المال، ثم إنه دخل عليها يوماً فقال: على رسلك إنه كان لى أصحاب فارقونى منذ قريب ما أحب أنى صددت عنهم وأن لى الدنيا وما فيها ولو أن خيره من الخيرات الحسان اطلعت فى السماء لأضاءت أهل الأرض ويقهر ضوء وجهها الشمس والقمر ولنصيف (١) تكسى خير من الدنيا وما فيها فلأنت أحرى فى نفسى أن أدعك لهن من آن أدعهن لك قال فسمحت ورضيت (٢).

• وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدى إلا هالك " رواه أحمد والحاكم (٣).


(١) لنصيف: هو الخمار الذى ترتديه الحور العين فى الجنة.
(٢) حياة الصحابة - باب الإنفاق على الفقراء - ٢/ ١٥٨.
(٣) فى مستدركه – كتاب العلم – ١/ ٩٦.

<<  <   >  >>