إلى كل نفس مؤمنة تتطلع شوقاً إلى رؤية شمس الإسلام تشرق من جديد تأخذ بيد البشرية الضالة المتحيرة ببعدها عن منهج الله ويتجه بها: من .. الظلمات إلى النور .. ومن الجهل إلى المعرفة .. ومن الباطل إلى الحق .. ومن الشر إلى الخير .. ومن الشقاء إلى السعادة .. ومن الضلالة إلى الهداية .. ومن الخوف والقلق والحيرة إلى الأمن والطمأنينة .. ومن الأثرة والأنانية إلى الإيثار والتضحية .. ومن التناكر والتخالف إلى التعارف والتآلف .. إلى كل نفس تريد حمل أمانة الدعوة إلى الله - عز وجل - وتحمل أعباء الجهد والتضحية، لإعلاء كلمة التوحيد.
فى هذه الآونة التى التبس فيها الحق بالباطل .. والمعروف بالمنكر .. والخير بالشر .. وكل يوم تعرض الفتن على القلوب، فما يفيق المسلمون من فتنة حتى يقعوا فى غيرها، فأصبح المسلم تائهاً لا يدرى ماذا يفعل .. ؟ ولا يدرى ما وظيفته .. ؟ وما مقصده فى هذه الحياة .. ؟
وللأسف مالت الأمة عن طريق الحق والنور الذى أراده الله - عز وجل - للبشرية كما قال الله - عز وجل -: {يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ * وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلاً عَظِيماً}(١)