للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أمر الله - عز وجل - هذه الأمة الشريفة أن يكون فيها من يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر (١) حتى لا يحل بهم ما حل بالأمم السابقة من العذاب والهلاك والاستئصال بسبب ترك الدعوة إلى الله - عز وجل - {وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ} (٢) بظلم .. أى بمجرد ظلم، وأهلها مصلحون .. مجرد الإصلاح.

فعن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " إن أول ما دخل النقص على بنى إسرائيل أنه كان الرجل يلق الرجل فيقول: يا هذا اتق الله ودع ما تصنع فإنه لا يحل لك ثم يلقاه من الغد وهو على حاله فلا يمنعه ذلك أن يكون أكيله وشريبه وقعيده فلما فعلوا ذلك ضرب الله قلوب بعضهم ببعض ثم قال: {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ * كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ .. إلى قوله .. فَاسِقُونَ} (٣). ثم قال: كلا والله لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر ولتأخذن على يد الظالم ولتأطرنه


(١) مختصر تفسير ابن كثير - ٢/ ٢٣٦.
(٢) سورة هود - الآية ١١٧.
(٣) سورة المائدة - الآيات ٧٨: ٨١.

<<  <   >  >>