والحديث الذى رواه أسامة بن زيد بن حارثة - رضي الله عنه - قال سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: يؤتى بالرجل يوم القيامة فيلقى فى النار فتندلق أقتاب بطنه فيدور بها كما يدور الحمار فى الرحا فيجتمع إليه أهل النار فيقولون .. يا فلان .. مالك؟ ألم تكُ تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر؟ فيقول: بلى كنت آمر بالمعروف ولا آتيه وأنهى عن المنكر وآتيه. متفق عليه (١).
نعم يكون المقت من الله - عز وجل - والعذاب للعبد يوم القيامة إذا أمر بالمعروف والخير وليس فى نيته أن يأتيه ونهى عن المنكر وفى نيته ألا ينتهى عنه فيحسن بالداعى إلى الله والآمر بالمعروف أن يكون مطبقاً لما يأمر به ومبتعداً عما ينهى عنه حتى تكون الفائدة أتم وأنفع.
قال أحد السلف الصالح: إذا أردت أن يُقبل منك الأمر والنهى فإذا أمرت بشئ فكن أول الفاعلين له، أول المؤتمرين به، وإذا نهيت عن شئ فكن أول المنتهين عنه.
لأنك إذا قرت عينك بالله، قرت عيون الناس بك، صرت لقلوبهم كالكحل لعيونهم.
ولذا قيل:
يا أيها الرجل المعلم غيره ... هلا لنفسك كان ذا التعليم
فإذا انتهيت عنه فأنت حكيم
(١) كتاب رياض الصالحين، باب تغليظ عقوبة من أمر بمعروف أو نهى عن منكر وخالف قوله فعله.