للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[فرقة الخوارج في العصر الحاضر]

المسألة الرابعة: هذه مقدمة لابد منها في بيان معتقد أهل السنة والجماعة وما هم عليه من خير، وحتى تعلم أن العبادة وحدها ليست كافية في الحكم على العبد بالاستقامة وسلامة المعتقد والمنهج، فلا يوجد على مر التاريخ أعبد من الخوارج، وإن شئت فقل: لم يخرج أحد على السواد الأعظم من أهل السنة والجماعة كما خرج الخوارج؛ لأنهم لا يدرون ما في كتاب الله ولا ما في سنة النبي عليه الصلاة والسلام، ولم يجلسوا يوماً لعالم يتفقهون على يديه، وهذه جماعة التكفير تعيش بين أظهركم وبين أيديكم، وتنطلق هذه الجماعة والفرقة المشئومة تارة في بلدة تسمى كرباسة، وهي خلف ظهوركم، أو في شارع فيصل ويمتدون إلى منطقة الهرم، وفي شوبرا وعين شمس، وهذه الفرقة إنما يكمنون في وسط الأحياء الراقية في مصر الجديدة على جهة الخصوص، ثم لهم وجود ضئيل خفيف في منطقة المهندسين والدقي على مرأى ومسمع من المسئولين؛ لأنهم لا خطورة منهم الآن، وما أبقاهم المسئولون إلا لأن دورهم قد مات، أو ربما يكون له وجود في المستقبل، أما الآن فلا خطورة منهم، فتركهم يهدمون ما يبنيه الآخرون أمر مطلوب على الساحة السياسية.

هذه الجماعة، وإن شئت فقل: هذه الفرقة، لماذا هي فرقة؟ لأنها تبعت أجدادها وأسيادها وآباءها الذين خرجوا في زمن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فتبنى هؤلاء أصول أولئك، وتبنى هؤلاء هدم القواعد الكلية والقواعد العامة في الشريعة الإسلامية كما هدم أجدادهم، فاستحقوا بذلك أن يكونوا فرقة من الفرق الضالة بخلاف غيرهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>