ولا يحتاج هذا الأمر إلى دراسات مذهبية، ولا فلسفات فكرية، بل يصل إلى الاقتناع بها الكبير والصغير، والعالم والجاهل؛ لأنها من واقع الحياة، ومن ممارسات الإنسان، ولا تختلف فى ذلك عقائد، أو نحل، ولا ينكرها إلا كل مكابر، يرى ضوء الشمس، فيعمى عن النظر، ويرى الحقائق، فيغض الطرف عنها.
اعتمدت هذه الأمثال على مشاهد من الطبيعة الواقعة تحت أبصار الناس، من زرع، ونبات، وريح، وكلها مشاهد تولد فى النفس اليقين، وتعين على التبصر فى الأمر، والاقتناع بالنتائج، وقد أضيف إلى ذلك مسلك آخر فى الاعتبار، وهو ما حل بالسابقين من تجارب، وَسَكَنْتُمْ فِي مَساكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنا بِهِمْ وَضَرَبْنا لَكُمُ الْأَمْثالَ [إبراهيم: ٤٥]، وهو مثل حى مبسوط أمام الأعين، لا يغيب عن أنظار الناس، يعطى دلالته فى كل لحظة، والعاقل من اتعظ بغيره، وهو يقوم على عرض بعض القصص، كما فى قصة أصحاب الجنة.