سبق هذا المثل بتبيان مواقف الكفار المخزية فى يوم يتحقق فيه وعد الله الذى كفروا به، وهو يوم القيامة، ولم يجدوا فيه نصيرا يدفع عنهم العذاب، حتى أن الشيطان الذى وسوس لهم وزين لهم المعصية فى الدنيا، نفض عن نفسه مسئولية كفرهم، وحملهم نتيجة أعمالهم، فما كان منهم من كفر، إنما كان بسبب رغبتهم فى الشر، وحبهم للمعصية، فاللوم واقع بهم، ولا لوم عليه، فهؤلاء الكفار يتحملون وزر شركهم وعباداتهم الباطلة، وما يقع بهم من عذاب، إنما هو جزاء ظلمهم وكفرهم.
وأما موقف المؤمنين، فهو موقف مغاير لذلك الموقف المخزى، موقف أصحاب الحق، وإخلاص النية، فلهم جزاء النعيم فى جنات تجرى من تحتها الأنهار، يجدون فيها جزاء أعمالهم الصالحة، وتحيتهم فيها سلام.
ويعقب تبيان هذه المواقف المتقابلة هذا المثل القرآنى الذى يتعرض للكلمة، وما لها من نتائج فى النفوس، وتأثير فى القلوب، وتغيير فى الاتجاهات، فالله سبحانه وتعالى