مخاطبة لليهود، وقوله: وَعُلِّمْتُمْ ما لَمْ تَعْلَمُوا أَنْتُمْ وَلا آباؤُكُمْ مخاطبة للمسلمين كان كافيا لأن ما بعده استئناف، وهي قراءة مجاهد وابن كثير وأبي عمرو مخاطبة لمشركي العرب، وإن قرئت بالتاء الفوقية فليس بوقف لأن ما بعده خطاب متصل بالخطاب الذي تقدّم في قوله: قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتابَ فلا يقطع بعضه من بعض قُلِ اللَّهُ حسن، الجلالة فاعل بفعل محذوف، أي: قل أنزله الله أو هو مبتدأ والخبر محذوف، أي: الله أنزله يَلْعَبُونَ تامّ وقال نافع: التام قل الله وَمَنْ حَوْلَها حسن وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ
بِالْآخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ
جائز، والذين مبتدأ خبره يؤمنون ولم يتحد المبتدأ والخبر لتغاير متعلقهما يُحافِظُونَ كاف، وقيل تامّ مِثْلَ ما أَنْزَلَ اللَّهُ حسن، وقيل تامّ غَمَراتِ الْمَوْتِ كاف، وجواب لو محذوف تقديره لرأيت أمرا عظيما، والظالمون مبتدأ خبره في غمرات الموت باسِطُوا أَيْدِيهِمْ جائز. قال ابن عباس: باسطوا أيديهم بالعذاب أَنْفُسَكُمُ حسن: على تقدير محذوف، أي: يقولون أخرجوا أنفسكم، وهذا القول في الدنيا، وقيل في الآخرة، والمعنى خلصوا أنفسكم من العذاب، والوقف على قوله: اليوم، والابتداء بقوله: تجزون عذاب الهون، وقيل اليوم منصوب بتجزون، والوقف حينئذ على أنفسكم، والابتداء بقوله: اليوم، والمراد باليوم وقت الاحتضار أو يوم القيامة غَيْرَ الْحَقِّ كاف، إن جعل ما بعده مستأنفا، وليس بوقف إن عطف على بما كنتم
لِلنَّاسِ كاف، سواء قرئ ما بعده بالغيبة أم بالحضور، وقيل إن قرئ ذلك بالغيبة فالوقف كاف لأن ما بعده استئناف، أو بالحضور فليس بوقف لأن ما بعده خطاب متصل بالخطاب الذي تقدّمه في قوله: قل من أنزل الكتاب قُلِ اللَّهُ حسن. فإن وقف على قوله: ولا آباؤكم لم يقف على قل الله، وأطلق أبو عمرو أن الوقف على قل الله كاف يَلْعَبُونَ تام، وقال في الأصل حسن وَمَنْ حَوْلَها حسن يُؤْمِنُونَ بِهِ صالح يُحافِظُونَ تامّ ما أَنْزَلَ اللَّهُ حسن وَلَوْ تَرى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَراتِ