معطوف على أني الْأَلِيمُ تامّ عَنْ ضَيْفِ إِبْراهِيمَ حسن، لأنه لو وصله بما بعده لصار إذ ظرفا لقوله: وَنَبِّئْهُمْ، وذلك غير ممكن فَقالُوا سَلاماً حسن، وهو منقطع من جملة محكية بقالوا: فليس منصوبا به لأن القول لا ينصب المفردات، وإنما ينصب ثلاثة أشياء، الجمل نحو، قال إني عبد الله، والمفرد المراد به لفظه، نحو يقال له إبراهيم، أو قلت زيدا، أي: قلت هذا اللفظ، والمفرد المراد به الجملة، نحو: قلت قصيدة وشعرا، أو اقتطع من جملة كقوله:
إذا ذقت فاها قلت طعم مدامة ... معتّقة مما تجيء به التجر
أو كان المفرد مصدرا، نحو قلت قولا أو صفة، نحو حقّا أو باطلا، فإنه يتسلط عليه القول. وسليم ينصبون بالقول مطلقا، أي: بلا شرط تقول، قلت عمرا منطلقا، وقل ذا مشفقا ونحو ذلك. وأما غيرهم فلا يجري القول مجرى الظنّ إلا بشروط أن يكون مضارعا مبدوأ بتاء بعد أداة الاستفهام غير مفصول عنها بغير ظرف أو مجرور أو معمول، وذلك نحو أتقول زيدا منطلقا، واغتفر الفصل بالحرف نحو أعندك تقول عمرا مقيما. وبالمجرور نحو أفي الدار تقول زيدا جالسا، وبالمفعول نحو أزيدا تقول منطلقا، فسلاما منصوب بمقدر تقديره، سلمت سلاما من السلامة، أو سلمنا سلاما من التحية، وقيل سلاما نعت لمصدر محذوف تقديره، فقالوا قولا سلاما إِنَّا مِنْكُمْ وَجِلُونَ كاف، ومثله: بغلام عليم، وكذا: الكبر، وتبشرون بِالْحَقِّ جائز الْقانِطِينَ كاف، ومثله الضالون، والمرسلون، مجرمين، ليس بوقف للاستثناء، ولجواز الوقف مدخل لقوم إِلَّا آلَ لُوطٍ حسن إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ أَجْمَعِينَ ليس بوقف للاستثناء قَدَّرْنا جائز، وقيل ليس بوقف لأن إنها واسمها وخبرها في محل نصب مفعول قدرنا، وإنما كسرت الهمزة