للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

به أزري وأشركه بضم الهمزة وجزم الفعل، لأنه يجزم أشدد جوابا لقوله:

واجعل، وأشركه عطف عليه، وعلى قراءته لا يوقف على أَزْرِي لعطف ما بعده على ما قبله، وعلى قراءة غير فالوقف على أَزْرِي حسن، وذلك أنّ وأشركه دعاء ثان، فالوقف فاصل بين الدعوتين، ولا يوقف من قوله: وَاجْعَلْ لِي وَزِيراً إلى كَثِيراً الثاني، لأن العطف صيرها كالشيء الواحد، وإن جعلت همزة أشدد همزة وصل جاز كَثِيراً الثاني كاف بَصِيراً تامّ سُؤْلَكَ يا مُوسى جائز، عند قوم. ثم لا وقف من قوله: ولقد مننا إلى أليم، فلا يوقف على أُخْرى للتعليل بعده، ولا على: يوحى، لأن أن اقذفيه تفسير ما يوحي، فلا يفصل بين المفسر والمفسر، أو أن مصدرية ومحلها نصب بدل من ما فيما يوحي فِي الْيَمِّ حسن بِالسَّاحِلِ ليس بوقف، لأن قوله: يَأْخُذْهُ جواب الأمر، وهو قوله: فليلقه وَعَدُوٌّ لَهُ جائز مَحَبَّةً مِنِّي ليس بوقف، لعطف ما بعده على ما قبله على قراءة الجمهور، ولتصنع بكسر لام كي ونصب الفعل. ومن قرأ: ولتصنع بسكون اللام والجزم

وقف على: عيني، ولو وصله لصار إذا ظرفا لتصنع، وليس بظرف له، ومن قرأ:

ولتصنع بفتح التاء والنصب، أي: لتعمل أنت يا موسى بمرأى مني فلا يوقف على: عيني مَنْ يَكْفُلُهُ جائز وَلا تَحْزَنَ كاف، لأنه آخر الكلام ورأس آية فُتُوناً حسن، ومثله: على قدر يا موسى، ولنفسي، وبآياتي، وذكري طَغى جائز أَوْ يَخْشى كاف قَوْلًا لَيِّناً ليس بوقف، لحرف الترجي بعده، وهو في التعلق كلام كي. وقرأ أبو معاذ قَوْلًا لَيِّناً فخفف لين كميّت وميت. قال السدّي: أوحى الله إلى موسى أن يذهب إلى فرعون هو

ــ

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


أَخِي جائز: إن جعلت همزة اشْدُدْ همزة وصل، وإلا فلا، لأن أشدد حينئذ للمتكلم جوابا للأمر كَثِيراً جائز بَصِيراً تامّ يا مُوسى صالح، وكذا:
وعدوّ له، ومن يكفله، ولا تحزن فُتُوناً كاف، وكذا: قدر يا موسى. وقيل: الوقف على قدر فِي ذِكْرِي صالح، وكذا: طغى أَوْ يَخْشى كاف يَطْغى حسن

<<  <   >  >>