قال الله ما بصاحبكم من جنة مِنْ جِنَّةٍ تامّ، لاستئناف النفي، ومن جنة فاعل بالجار لاعتماده شَدِيدٍ كاف فَهُوَ لَكُمْ حسن، ومثله: على الله شَهِيدٌ كاف، ومثله: بالحق إن رفع علام الغيوب على الاستئناف، أي: هو علام أو نصب على المدح، وليس بوقف إن رفع نعتا على موضع اسم إن، وقد ردّ الناس هذا المذهب، أعني جواز الرفع عطفا على محل اسم إن مطلقا، أعني قبل الخبر وبعده، وفي المسألة أربعة مذاهب، مذهب المحققين المنع مطلقا، ومذهب التفصيل قبل الخبر يمتنع وبعده يجوز، ومذهب الفراء إن خفي إعراب الاسم جاز لزوال الكراهة اللفظية، وسمع إنك وزيد ذاهبان، وليس بِالْحَقِّ وقفا إن جعل علام بدلا من الضمير في يقذف أو جعل خبرا ثانيا أو بدلا من الموضع في قوله: إن ربي الْغُيُوبِ كاف، ومثله: الحق، وما يعيد تام، عَلى نَفْسِي جائز رَبِّي كاف، على استئناف ما بعده سَمِيعٌ قَرِيبٌ تامّ فَلا فَوْتَ كاف وَأُخِذُوا مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ الأولى وصله، لأن: وقالوا آمنا به عطف على وأخذوا آمَنَّا بِهِ جائز، على استئناف الاستفهام بَعِيدٍ كاف، ومثله: بعيد، والتناوش مبتدأ وأني خبره، أي: كيف لهم التناوش، أي: الرجوع إلى الدنيا وأنشدوا: [الطويل]
تمنّى أن يئوب إلى منى ... وليس إلى تناوشها سبيل
وقرئ التناؤش بهمزة بدلها ما يَشْتَهُونَ ليس بوقف، لأن الكاف متصلة بما قبلها مِنْ قَبْلُ كاف، آخر السورة تامّ.