تسألون عن ذلك الذكر وَسَوْفَ تُسْئَلُونَ تامّ مِنْ رُسُلِنا حسن.
وقيل: لا يحسن، لأن ما بعده داخل في السؤال، فكأنه قال: قل لأتباع الرسل أجاءتهم الرسل بعبادة غير الله، فإنهم يخبرونك أن ذلك لم يقع ولم يمكن أن يأتوا به قبلك، ثم ابتدأ على سبيل الإنكار أَجَعَلْنا مِنْ دُونِ الرَّحْمنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ؟ أي: ما جعلنا ذلك يُعْبَدُونَ تامّ رَبِّ الْعالَمِينَ كاف فَلَمَّا جاءَهُمْ بِآياتِنا ليس بوقف، لأن ما بعده جواب لما يَضْحَكُونَ حسن مِنْ أُخْتِها كاف، ومثله: يرجعون عِنْدَكَ حسن، وخطئ من جعل الباء في بِما عَهِدَ للقسم، لأنها إذا ذكرت أتي بالفعل معها، بخلاف الواو فيحذف الفعل معها لَمُهْتَدُونَ كاف يَنْكُثُونَ تامّ فِي قَوْمِهِ كاف تَحْتِي حسن. قال الفراء: في «أم» وجهان. أحدهما: أنها استفهامية. والثاني أنها عاطفة على قوله: أليس لي ملك مصر، فعلى أنها
عاطفة لا يوقف على: تبصرون والوقف على «أم» والمعنى أفلا تبصرون أم تبصرون، وعلى أنها استفهامية الوقف على: تبصرون، ثم يبتدئ: أم أنا خير، فأم جواب الاستفهام، وهو أفلا والمعادل محذوف، ومنه:
دعاني إليها القلب أنّي لأمرها ... سميع فما أدري أرشد طلّابها
أي: أم غيّ، وسميت معادلة لأنها تعادل الهمزة في إفادة الاستفهام، وقيل: الوقف على: تُبْصِرُونَ بجعل أم زائدة، والتقدير: أفلا تبصرون أنا خير من هذا الذي هو مهين، وخص ابن عصفور زيادتها بالشعر، وعلى
أَكْبَرُ مِنْ أُخْتِها تامّ، وكذا: لعلهم يرجعون لَمُهْتَدُونَ حسن يَنْكُثُونَ تامّ فِي قَوْمِهِ كاف مِنْ تَحْتِي صالح أَفَلا تُبْصِرُونَ تامّ عند بعضهم أي: أم أنتم بصراء، وقيل: الوقف على تبصرون بجعل أم زائدة أو منقطعة بمعنى بل وَلا يَكادُ يُبِينُ كاف، وكذا: مقترنين، وفأطاعوه، وفاسقين لِلْآخِرِينَ تامّ يَصِدُّونَ حسن أَمْ هُوَ تامّ، وقال أبو عمرو: كاف إِلَّا