تمام الكلام في الإخبار عن بقاء الحقّ سبحانه وتعالى بعد فناء خلقه. فإن قيل:
أيّ نعمة في قوله: كل يوم هو في شأن،؟ قيل الانتقال من دار الهموم إلى دار السرور مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ تامّ عند أبي حاتم، ثم يبتدئ: كل يوم هو في شأن. وقال الأخفش: التامّ على شأن. وقال يعقوب: التامّ كل يوم، ثم يبتدئ هو في شأن. قال أبو جعفر: أما قوله يعقوب فهو مخالف لقول الذين شاهدوا التنزيل، لأن ابن عباس قال:«خلق الله لوحا محفوظا ينظر فيه كل يوم ثلاثمائة وستين نظرة»، فهذا يدل على أن التامّ، كل يوم هو في شأن، غير أن قول يعقوب قد روى نحوه عن أبي نهيك قال يسأله
من في السموات والأرض كل يوم وربنا في شأن. وأما قول الأخفش: إن التامّ على شأن فصحيح على قراءة من قرأ سَنَفْرُغُ بالنون والراء مضمومة، وبها قرأ الأخوان، أو على ما قرئ شاذا سيفرغ بضم الياء وفتح الراء. وأما من قرأ سيفرغ بفتح الياء وضمّ الراء، وهي قراءة الباقين والراء مضمومة في القراءتين، فالوقف على:
الثقلان، ونصب كل على الظرفية، والعامل فيها العامل في شأن، أو هو مستقرّ المحذوف، وفي الحديث «من شأنه أن يغفر ذنبا ويكشف كربا، ويرفع قوما، ويضع آخرين».
ورسموا أَيُّهَ بغير ألف بعد الهاء كما ترى تُكَذِّبانِ تامّ، ومثله: فانفذوا بِسُلْطانٍ كاف، ومثله: تكذبان مِنْ نارٍ ليس بوقف على القراءتين، قرأ ابن كثير وأبو عمرو ونحاس بالجرّ عطفا على: نار، والباقون بالرفع عطفا على: شواظ فَلا تَنْتَصِرانِ تامّ، ومثله: تكذبان كَالدِّهانِ كاف. وقيل: لا يوقف عليه ولا على تكذبان بعده، لأن قوله:
فَيَوْمَئِذٍ لا يُسْئَلُ عَنْ ذَنْبِهِ جواب قوله: فإذا انشقت، فلا يفصل بين