وهي البتولُ علَتْ على كُلِّ النسا ... في الفضل والحسب المنيف الباهر
لقبَان من هذا ومن هذا جلا ... عنوانُ طهرِ بواطنٍ وظواهر
إنْ كان أهلُ الرفض مُبتَكرَيْهِمَا ... فمِنَ البداهة لا صياغةِ ماهر
ولها إذا عُدَّ الفخَارُ بسيِّدِيْ ... شُبَّانِ دارِ الخلدِ تَاجُ مَفَاخِر
وبِذَين كانت تكتَنِي وبِبِكْرِها ... وبأمِّ والدها السراجِ الباهر
بنت الأمين محمد وخديجة ... خير النساء وأمِّ نسل الحاشر
أي أمِّ كلثوم وزينبَ قاسمٍ ... ورقيةٍ أمِّ الحسين الزاهر
أبنا خديجة حلقة ذهبية ... لم يُدْرَ منها أوَّلٌ من آخر
وإذا جَنَحْتَ إلى فضائل أمِّها ... أَخَذَتْ بأطراف الفخار السائر
مَن مِثْلُ أمِّ المؤمنين خديجةٍ ... نُبْلاً وأخلاقاً وحُسنَ مآثر
فالمجدُ والشرف الرفيع لمن غَدَتْ ... لمحمد سكنا وأيّ مناصر
واستبشرت بالوحي أولَ مؤمن ... بنبوة الهادي الأمين موازر
جبريلُ أقرأَها السلامَ تحيةً ... من ربها مصحوبةً ببشائر
بيتٌ من القصب المجوَّف ما بِه ... صخب ولا نصب كهمِّ الناظر به
وبمكةٍ من قبل بعثة أحمدٍ ... بسنين خمسٍ في عديد مصادر
ميلادُ فاطمة وغيرُ محقَّقٍ ... تحديدُ شهر بل أُفَيكة آثر
وبمهبط الأنوار حضنِ المصطفى ... ظلَّتْ تُعلَّل بالضياء الباهر
فتألقَتْ منها مشابهُ أحمدٍ ... وشمائلٌ تُزرِي بنفح أزاهر