هدياً وسمتاً مشيةً ما أخطأت ... من مشية الهادي نُقَارةَ ناقر
كم هَشَّ مقبلةً إليها مَرْحَبَاً ... بنتي وناجاها بغيب صائر
واللهُ أكرمها سنين حياته ... بجواره فاستاثرت بمآثر
من برِّه من نصره بمواقف ... تركت لها حسن الثناء السائر
فهي التي قد زحزحتْ عنه السلا ... وَتَلَتْ شتائم للفريق الكافر
وهي التي عند اغتسال المصطفى ... لدخول مكة كنَّنَتْهُ بساتر
وغداة أُحْدٍ كَمْ سعَت في نسوة ... بالما إلى أُسْدِ العراك الدائر
واذكر جميل بلائها إذْ أوقَفَتْ ... نزف الدماء من الجبين الطاهر
وهناك ناولها أبوها سيفَه ... نَقِّي الدماءَ عن الحسام الباتر
هذا اسم فاطمة كثير تردد ... بحديث أحمد لاهتمام ظاهر
ولربما نُعِتَتْ ببنت محمد ... رمزاً لصدق عواطف ومشاعر
وأتت مهاجرةً لبضعة أشهر ... من هجرة المختار خير مهاجِر
مع أمِّ كلثوم وسودةَ أمِّنا ... وأسامةٍ وأبيه حِبِّ الحاشر
في آل صاحبه أبي بكر أبي ... غُرَر السوابق والثناء العاطر
للهِ درُّ ابن الربيع فقد وفى ... لنبينا عِدَةَ الكريم الشاكر
تسريح زينب بِنتِهِ فتَجَهَّزَتْ ... مع حَمْوِهَا عَنَقَاً لدار الحاشر
وسرَتْ مُهاجِرَةً ويا قُبحاً لما ... فعل الكفور من الجفاء السافر
نخَسَ البعيرَ بها فألقت حملها ... مما دهاها من البعير النافر