عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال: أردتُ أنْ أخطُبَ إلى رسولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ابنتَه، فقلتُ: ما لي مِن شيءٍ، فكيف؟ ! ثم ذكرتُ صِلَتَهُ وعَائدَتَهُ، فخطبتُهَا إليه، فقال:«هل لكَ مِن شَيءٍ»؟ قلتُ: لا. قال:«فأينَ دِرْعُكَ الحُطَمِيَّةُ التي أعطيتُكَ يومَ كذا وكذا»؟ قال: هي عندي. قال:«فأعطِنِيْهَا». قال: فأعطيتُها إياه. أخرجه: أحمد.
كان مهرُها - رضي الله عنها - أربعمئة وثمانين درهماً، قوَّتها الشرائية في ذلك الزمن (٤٨) شاةً.
وهو مَهْرٌ يَسِيرٌ، لا كلَفةَ فيه، ولا مباهاة، وهكذا كان مهر النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - لأزواجه، وقبولُه مهرَ بناتِه - رضي الله عنهن -.
عن أبي سلمة بن عبدالرحمن، أنه قال: سألت عائشة - رضي الله عنها -: كم كان صداقُ رسولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -؟ قالت: كان صداقه لأزواجه ثنتي عشرة أوقية ونَشَّا.
قالت: أتدري ما النشُّ؟ قلت: لا، قالت: نصف أوقية، فتلك خمسمئة درهم (١)، صدَاقُ رسولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لأزواجِه. أخرجه: مسلم.
ورُوي عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أنه قال: «ألا لَا تغلوا صدق النساء، ألا لا تغلوا صدق النساء، قال: فإنها لو كانت مكرمة في الدنيا، أو تقوى عند اللَّهِ، كان أولاكم بها النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - ما أصدقَ رسولُ اللَّهِ
(١) (٥٠٠) درهم، قيمتها السوقية آنذاك تعادل (٥٠) شاة.