للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -» قَالَتْ: «وَكَانَتْ إِذَا دَخَلَتْ عَلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَامَ إِلَيْهَا فَقَبَّلَهَا وَأَجْلَسَهَا فِي مَجْلِسِهِ، وَكَانَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا دَخَلَ عَلَيْهَا قَامَتْ مِنْ مَجْلِسِهَا فَقَبَّلَتْهُ وَأَجْلَسَتْهُ فِي مَجْلِسِهَا. الحديث.

أما ما ورد من أنه - صلى الله عليه وسلم - إذا سافر كان آخرُ عهده بإنسان من أهله فاطمة، فقد جاء من حديث ثوبان مولى رسول اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قال: كان رسولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إذا سَافرَ كانَ آخرُ عهدِه بإنسان من أهلِه فاطِمةَ، وأوَّل مَن يدخلُ علَيه إذا قدِم فاطمة.

قال: فقَدِم مِن غَزاة له فأتاها، فإذا هو بمِسْحٍ على بَابها، ورأى على الحسَن والحُسين قُلْبَيْن (١) من فضَّة، فرجَعَ ولمْ يدخُلْ علَيها.

فلمَّا رأتْ ذلك فاطمةُ ظنَّت أنَّه لم يدخُل عليها مِن أجْلِ ما رأى، فهَتَكَتْ السِّتْرَ، ونَزعَتْ القُلْبَين مِن الصَبِيَّيْن فقطَعتْهُما، فبَكَى الصبيَّان فقسَّمَتْه بينَهُما، فانطَلَقا إلى رسولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وهُمَا يبكيان، فأخذَه رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - منهما، فقال: «يا ثوبان، اذهَبْ بهذا إلى بَني فلان ــ أهل بيت بالمدينة ــ، واشتَرِ لفاطمةَ قِلادةً من عَصَبٍ (٢)، وسِوَارَيْنِ من


(١) مفردها: قُلْب وهو السِّوار، ويقال: سِوارٌ بلا نَقْش.
(٢) خرَز يُنظَم من عظامِ حيوانٍ طاهر، تُتَّخذ قلادة، وقيل: سِنُّ حيوان بحري يُتَّخذُ منه الخرَز.

<<  <   >  >>