والذين يتوهمون حريتهم في كل شيء لأنهم لم يؤمنوا بالله عليه أن يفروا من الله ليثبتوا دعوتهم أو يفروا إلى الله وفى ذلك عزهم.
أما صراع الإنسان من أجل البقاء فسوف تظل الكلمة العليا لله وحده:(كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ)
(وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ) لا يفلت من الموت نكرة من الخلق ولا معرفة وجيوش الدنيا لا تحمى ملوكها من الموت ولا تحميهم البروج المشيدة: (أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ) .
تهديد شديد لهذه الأمة إن انحدرت عن رسالتها وانسلخت عن دورها في تصدير هدى الله إلى كل الأمم.
لقد اصطفاها الله لتكون خير أمة أخرجت للناس هذه الخيرية مرهونة بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتبليغ دين الله ولكن مستقبل الإسلام ليس متروكا لأهوائهم فالإسلام محفوظ بوعد الله:(إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) .
فإن تخلت الأمة عن دورها تداعت عليها الأمم ورفع الله يد العون عنها واستخلف الله للحق من يحميه:(وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ)
إن مستقبل هذه الأمة لا يصلح إلا بما صلح به أولها من خدمة للإسلام وجهاد في سبيله:(إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)
والذين يأتي الله بهم ويختارهم لخلافتنا لابد أنهم أزكى منا وأطهر وأقوى على حمل عبء التبليغ (فَلَا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ إِنَّا لَقَادِرُونَ (٤٠) عَلَى أَنْ نُبَدِّلَ خَيْرًا مِنْهُمْ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ)