للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَالتَّقْدِير قل هِيَ ثَابِتَة للَّذين آمنُوا فِي حَال خلوصها لَهُم يَوْم الْقِيَامَة وَقد قَالَ الْأَخْفَش إِن قَوْله فِي الْحَيَاة الدُّنْيَا مُتَعَلق بقوله أخرج لِعِبَادِهِ فَأخْرج هُوَ الْعَامِل فِي الظّرْف الَّذِي هُوَ فِي الْحَيَاة الدُّنْيَا وَقيل قَوْله فِي الْحَيَاة الدُّنْيَا مُتَعَلق بحرم فَهُوَ الْعَامِل فِيهِ فَالْمَعْنى على قَول الْأَخْفَش قل من حرم زِينَة الله الَّتِي أخرج لِعِبَادِهِ فِي الْحَيَاة الدُّنْيَا وعَلى قَول غَيره قل من حرم زِينَة الله الَّتِي أخرج لِعِبَادِهِ وَلَا يحسن أَن يتَعَلَّق الظّرْف بزينة لِأَنَّهُ قد نعت وَلَا يعْمل الْمصدر وَلَا اسْم الْفَاعِل إِذا نعت لِأَنَّهُ يخرج عَن شبه الْفِعْل لِأَنَّهُ يَقع فِيهِ تَفْرِيق بَين الصِّلَة والموصول وَذَلِكَ أَن مَعْمُول الْمصدر فِي صلته ونعته لَيْسَ فِي صلته فَإِذا قدمت النَّعْت على الْمَعْمُول قدمت مَا لَيْسَ فِي الصِّلَة على مَا هُوَ فِي الصِّلَة وَفِي قَول الْأَخْفَش تَفْرِيق بَين الصِّلَة والموصول لِأَنَّهُ إِذا علق الظّرْف بأخرج صَار فِي صلَة الَّتِي وَقد فرق بَينه وَبَين الَّتِي بقوله والطيبات من الرزق قل هِيَ للَّذين آمنُوا لِأَن الْمَعْطُوف على مَا قبل الصِّلَة وعَلى الْمَوْصُول لَا يَأْتِي إِلَّا بعد تَمام الْمَوْصُول وَفِي الْحَيَاة الدُّنْيَا من تَمام الْمَوْصُول فقد فرق بَين بعض الِاسْم وَبَعض قَوْله والطيبات من الرزق قل هِيَ للَّذين آمنُوا

<<  <  ج: ص:  >  >>