قَوْله تَعَالَى أبشر يهدوننا انما جمع يهدوننا لِأَنَّهُ رده على معنى بشر لِأَنَّهُ بِمَعْنى الْجَمَاعَة تَنْفِي هَذَا الْموضع وَيكون للْوَاحِد نَحْو قَوْله مَا هَذَا بشرا وَقد أجَاز النحويون رَأَيْت ثَلَاثَة نفر وَثَلَاثَة رَهْط حملا على الْمَعْنى وَلم يجيزوا رَأَيْت ثَلَاثَة قوم وَلَا ثَلَاثَة بشر وَالْفرق بَينهمَا أَن نَفرا ورهطا لما دون الْعشْرَة من الْعدَد فاضيف مَا دون الْعشْرَة من الْعدَد اليه إِذْ هُوَ نظيرة وَقوم قد يَقع لما فَوق الْعشْرَة من الْعدَد فَلم يحسن اضافة مَا دون الْعشْرَة من الْعدَد الى مَا فَوْقهَا وَأما بشر فَيَقَع للْوَاحِد فَلم يُمكن اضافة عدد الى وَاحِد وَبشر رفع بِالِابْتِدَاءِ وَقيل باضمار فعل
قَوْله وأنفقوا خيرا انتصب خير عِنْد سِيبَوَيْهٍ على اضمار فعل تدل عَلَيْهِ الْكَلَام لِأَنَّهُ لما قَالَ وأنفقوا دلّ على أَنه أَمرهم أَن يَأْتُوا فعل خير