قَوْله تَعَالَى {فِي بضع سِنِين} الأَصْل فِي سنة أَن لَا تجمع بِالْيَاءِ وَالنُّون وَالْوَاو وَالنُّون لِأَن الْوَاو وَالنُّون لمن يعقل وَلَكِن جَازَ ذَلِك فِي سنة وان كَانَت مِمَّا لَا يعقل للحذف الَّذِي دَخلهَا لِأَن أَصْلهَا سنوة على فعله وَقيل سنهة دَلِيله قَوْلهم سنوات وَقَوْلهمْ سانهت من السنين وَكسرت السِّين فِي سِنِين لتدل على أَنه جمع على غير الأَصْل لِأَن كل مَا جمع جمع السَّلامَة لَا يتَغَيَّر فِيهِ بِنَاء الْوَاحِد فَلَمَّا تغير بِنَاء الْوَاحِد فِي هَذَا الْجمع بِكَسْر أَوله وَقد كَانَ مَفْتُوحًا فِي الْوَاحِد علم أَنه جمع على غير أَصله
قَوْله {من قبل وَمن بعد} قبل وَبعد مبنيان وهما ظرفا زمَان أَصلهمَا الاعراب وانما بنيا لِأَنَّهُمَا تعرفا بِغَيْر مَا تتعرف بِهِ الْأَسْمَاء وَذَلِكَ أَن الْأَسْمَاء تتعرف بِالْألف وَاللَّام وبالاضافة الى الْمعرفَة وبالاضمار وبالاشارة وبالعهد وَلَيْسَ فِي قبل وَبعد شَيْء من ذَلِك فَلَمَّا تعرفا بِخِلَاف مَا تتعرف بِهِ الْأَسْمَاء وَهُوَ حذف مَا أضيفا اليه خالفا الْأَسْمَاء وشابها الْحُرُوف