قَوْله تَعَالَى قد أَفْلح من زكاها فِي زكى ضمير من وَبِه تتمّ الصِّلَة أَي من زكى نَفسه بِالْعَمَلِ الصَّالح
قَوْله وَقد خَابَ من دساها أَي أخْفى نَفسه بِالْعَمَلِ السيىء وَقيل إِن فِي زكاها ودساها ضميرا يعود على الله جلّ وَعز أَي قد أَفْلح من زَكَّاهُ الله وَقد خَابَ من خذله الله وَهَذَا بعيد إِذْ لَا ضمير يعود على من من صلته وانما يعود الضَّمِير على اسْم الله جلّ ذكره وَلَكِن إِن جعلت من اسْما للنَّفس وأنثت على الْمَعْنى فَقلت زكاها ودساها جَازَ لِأَن الْهَاء وَالْألف تعودان على من حِينَئِذٍ فيصلح الْكَلَام كَأَنَّهُ فِي التَّقْدِير قد أفلحت النَّفس الَّتِي زكاها الله وَقد خابت النَّفس الَّتِي خذلها الله وأخفاها وَمعنى دساها أخفاها بِالْعَمَلِ السيىء أَو تكون من بِمَعْنى الْفرْقَة أَو الطَّائِفَة أوالجماعة فتعود الْهَاء فِي زكاها ودساها على من وَيحسن الْكَلَام بَان يكن الضَّمِير فِي زكاها ودساها لله جلّ ذكره