بَادِي الرَّأْي هَذَا على قِرَاءَة من لم يهمزه وَيجوز أَن يكون مَفْعُولا بِهِ حذف مَعَه حرف الْجَرّ مثل وَاخْتَارَ مُوسَى قومه وَإِنَّمَا جَازَ أَن يكون فَاعل ظرفا كَمَا جَازَ ذَلِك فِي فعيل نَحْو قريب وملىء وفاعل وفعيل يتعاقبان نَحْو رَاحِم وَرَحِيم وعالم وَعَلِيم وَحسن ذَلِك فِي فَاعل لِإِضَافَتِهِ إِلَى الرَّأْي والرأي يُضَاف إِلَيْهِ الْمصدر وينتصب الْمصدر مَعَه على الظّرْف نَحْو قَوْلك أما جهد رَأْيِي فانك منطلق وَالْعَامِل فِي الظّرْف اتبعك وَهُوَ من بَدَأَ يَبْدُو إِذا ظهر وَيجوز فِي قِرَاءَة من لم يهمز أَن يكون من الِابْتِدَاء وَلكنه سهل الْهمزَة وَمن قَرَأَهُ بِالْهَمْز أَو قدر فِي الْألف أَنَّهَا بدل من همزَة فَهُوَ أَيْضا نصب على الظّرْف وَالْعَامِل فِيهِ أَيْضا اتبعك فالتقدير عَنهُ قد جعله من بَدَأَ يَبْدُو مَا اتبعك يَا نوح إِلَّا الأراذل فِيمَا ظهر لنا من الرَّأْي كَأَنَّهُمْ قطعُوا عَلَيْهِ فِي أول مَا ظهر لَهُم من رَأْيهمْ وَلم يتعقبوه بِنَظَر إِنَّمَا قَالُوا مَا ظهر لَهُم من غير تَيَقّن وَالتَّقْدِير عِنْد من جعله من الِابْتِدَاء فهمز مَا اتبعك يَا نوح إِلَّا أراذل فِي أول الْأَمر أَي مَا نرَاك فِي أول الْأَمر اتبعك إِلَّا
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute