ملك) من مُلُوك الْعَرَب (حمى) يحميه عَن غَيره ويتوعد من قرب مِنْهُ بالعقوبة (أَلا وان حمى الله) تَعَالَى الَّذِي هُوَ ملك الْمُلُوك (فِي أرضه مَحَارمه) أَي الْمعاصِي الَّتِي حرمهَا الله تَعَالَى وَأُرِيد بهَا هُنَا مَا يَشْمَل الْمنْهِي وَترك الْمَأْمُور وَمن دخل حمى الله تَعَالَى بارتكاب شَيْء مِنْهَا اسْتحق عِقَابه وَمن قاربه يُوشك الْوُقُوع فِيهِ فالمحتاط لدينِهِ لَا يقرب مِمَّا يقربهُ للخطيئة (أَلا وَأَن فِي الْجَسَد مُضْغَة) قِطْعَة لحم بِقدر مَا يمضع تَقْرِيبًا (اذا صلحت) بِفَتْح اللَّام انشرحت بالهداية (صلح الْجَسَد كُله) أَي اسْتعْملت الْجَوَارِح فِي الطَّاعَة لانها متبوعة لَهُ (وَإِذا فَسدتْ) أظلمت بالضلالة (فسد الْجَسَد كُله) بِاسْتِعْمَالِهِ فِي الْمُنْكَرَات (الا وَهِي الْقلب) لانه مبدأ الحركات الْبَدَنِيَّة والارادات النفسانية فان صدرت عَنهُ ارادة صَالِحَة تحرّك الْبدن حَرَكَة صَالِحَة أَو فَاسِدَة ففاسدة فَهُوَ ملك والاعضاء رعية قَالَ الامام أَحْمد أصُول الاسلام ثَلَاثَة وَذكر مِنْهَا هَذَا الحَدِيث قَالَ الْمُؤلف أَرَادَ أَنه أحد الْقَوَاعِد الَّتِي ترد جَمِيع الاحكام إِلَيْهَا عِنْده (ق ٤ عَن النُّعْمَان بن بشير) هَذَا حَدِيث عَلَيْهِ نور النُّبُوَّة
(الْحَلَال بَين) أَي جلى الْحل (وَالْحرَام بَين) لَا تخفى حرمته بالادلة الظَّاهِرَة (فدع مَا يريبك الى مَا لَا يريبك) فَمَا اطْمَأَن إِلَيْهِ الْقلب فَهُوَ بالحلال أشبه وَمَا نفر عَنهُ فَهُوَ بالحرام أشبه (طص عَن عمر) // (باسناد حسن) //
(الْحَلَال مَا أحل الله فِي كِتَابه وَالْحرَام مَا حرم الله فِي كِتَابه وَمَا سكت عَنهُ) فَلم ينص على حلّه وَلَا على حرمته (فَهُوَ مِمَّا عفى عَنهُ) فَيحل تنَاوله وَذَا قَالَه لما سُئِلَ عَن الْجُبْن وَالسمن وَالْفراء (ت هـ عَن سلمَان) الْفَارِسِي // (باسناد ضَعِيف) //
(الْحيَاء) بِالْمدِّ (من الايمان) أَي من أَسبَاب أصل الايمان واخلاق أَهله لمَنعه من الْفَوَاحِش وَحمله على الْبر وَالْخَيْر (م ت عَن ابْن عمر) بن الْخطاب وَهَذَا متواتر
(الْحيَاء والايمان مقرونان لَا يفترقان الا جَمِيعًا) أَي كَأَنَّهُمَا رضيعا لبان ثدي أَو تقاسما أَن لَا يفترقا قَالَ بَعضهم لَا ترض قَول امْرِئ حَتَّى ترْضى فعله وَلَا فعله حَتَّى ترْضى عقله وَلَا عقله حَتَّى ترْضى حياءه وَقَالَ بشار
(واعرض عَن مطاعم قد أَرَاهَا ... فأتركها وَفِي بَطْني انطواء)
(فَلَا وَأَبِيك مَا فِي الْعَيْش خير ... وَلَا الدُّنْيَا اذا اذْهَبْ الْحيَاء)
(طس عَن أبي مُوسَى) // (باسناد ضَعِيف) //
(الْحيَاء والايمان قرنا جَمِيعًا فَإِذا رفع أَحدهمَا رفع الآخر) أَي معظمه أَو كَمَاله (حل ك هَب عَن ابْن عمر) // (صَحِيح غَرِيب لَكِن فِي رَفعه خلف) //
(الْحيَاء هُوَ الدّين كُله) لَان مبتداه ومنتهاه يقضيان إِلَى ترك الْقَبِيح وَتَركه خير لَا محَالة (طب عَن قُرَّة) بِالضَّمِّ ابْن اياس // (باسناد ضَعِيف) //
(الْحيَاء خير كُله) لما تقرر فِيمَا قبله ولان من استحيا كَانَ خاشع الْقلب لله تَعَالَى متواضعا قد برِئ الْكبر وَنَحْوه وَقَالُوا لَا يزَال الْوَجْه كَرِيمًا مَا دَامَ حياؤه وَلم يرق باللجاج مَاؤُهُ وَقَالُوا حَيَاة الْوَجْه بحيائه كَمَا أَن حَيَاة الْغَرْس بمائه (م د ن عَن عمر أَن بن حُصَيْن)
(الْحيَاء لَا يَأْتِي إِلَّا بِخَير) لَان من استحيا من النَّاس أَن يروه يفعل قبحا دَعَاهُ ذَلِك إِلَى أَن يكون حياؤه من ربه أَشد فَلَا يهمل فرضا وَلَا يعْمل ذَنبا قَالَ بَعضهم الْحيَاء دَلِيل الدّين الصَّحِيح وَشَاهد الْفضل الصَّرِيح وسمة الصّلاح الشَّامِل وعنوان الْفَلاح الْكَامِل من كَانَ فِيهِ نظم قلائد المحامد ونسق وَجمع من خلال الْكَمَال مَا افترق وَهُوَ اسْم جَامع يدْخل فِيهِ الْحيَاء من الله لَان ذمه فَوق كل ذمّ ومدحه فَوق كل مدح (ق عَن عمرَان بن حُصَيْن)
(الْحيَاء من الايمان) لانه يمْنَع من الْمعاصِي كَمَا يمْنَع الايمان (والايمان فِي الْجنَّة) أَي يُوصل اليها (وَالْبذَاء) بذال مُعْجمَة