كَانَت الطير الَّذِي لَيْسَ عَلَيْهَا تبعة لأحد يحصل لَهَا فِيهِ ذَلِك الْخَوْف المزعج فَمَا بالك بالمكلف المحاسب المعاقب وَمَا ذكره من أَنه لَيْسَ عَلَيْهَا طلبة يُعَارضهُ حَدِيث أَنه يُقَاد من الشَّاة القرناء للجماء (طس عد عَن ابْن عمر) // بِإِسْنَاد ضَعِيف //
(الطَّيرَة) بِكَسْر فَفتح وَهِي الْهَرَب من قَضَاء الله (شرك) أَي من الشّرك لِأَن الْعَرَب كَانُوا يَعْتَقِدُونَ مَا يتشاءمون بِهِ سَببا مؤثراً فِي حُصُول الْمَكْرُوه وملاحظة الْأَسْبَاب فِي الْجُمْلَة شرك خَفِي فَكيف إِذا انْضَمَّ إِلَيْهَا جَهَالَة وَسُوء اعْتِقَاد فَمن اعْتقد أَن غير الله ينفع أَو يضر اسْتِقْلَالا فقد أشرك (حم خد ٤ ك عَن ابْن مَسْعُود) // بِإِسْنَاد صَحِيح //
(الطَّيرَة فِي الدَّار وَالْمَرْأَة وَالْفرس) يعْنى هَذِه الثَّلَاثَة يطول تَعْذِيب الْقلب بهَا مَعَ كراهتها بملازمتها بِالسُّكْنَى والصحبة وَلَو لم يعْتَقد الْإِنْسَان الشؤم فِيهَا فَأَشَارَ بِالْحَدِيثِ إِلَى الْأَمر بفراقها إرشاداً ليزول التعذيب (حم عَن أبي هُرَيْرَة) .
(حرف الظَّاء)
(ظهر الْمُؤمن حمى) أَي محمى مَعْصُوم من الْإِيذَاء (إِلَّا بِحقِّهِ) أَي لَا يضْرب وَلَا يذل إِلَّا لنَحْو حد أَو تَعْزِير فَضرب الْمُسلم لغير ذَلِك كَبِيرَة (طب) وَكَذَا الديلمي (عَن عصمَة بن مَالك) الخطمي الْأنْصَارِيّ وَضَعفه الْمُنْذِرِيّ
(الظُّلم ثَلَاثَة) من الْأَنْوَاع أَو الْأَقْسَام (فظلم لَا يغفره الله وظلم يغفره وظلم لَا يتْركهُ فَأَما الظُّلم الَّذِي لَا يغفره الله فالشرك قَالَ الله إِن الشّرك لظلم عَظِيم وَأما الظُّلم الَّذِي يغفره الله فظلم الْعباد أنفسهم فِيمَا بَينهم وَبَين رَبهم) وَالَّذين إِذا فعلوا فَاحِشَة أَو ظلمُوا أنفسهم قَالُوا نكرَة فِي سِيَاق الشَّرْط تعم كل مَا فِيهِ ظلم وَقَالَ فَمنهمْ ظَالِم لنَفسِهِ فَهَذَا لَا يدْخل فِيهِ الشّرك الْأَكْبَر (وَأما الظُّلم الَّذِي لَا يتْركهُ الله فظلم الْعباد بَعضهم بَعْضًا حَتَّى يُدِير) أَي يَأْخُذ يُقَال دير بِهِ وَعَلِيهِ وأدير بِهِ أَخذه (لبَعْضهِم من بعض) وَقد يحف بعض الْخَلَائق عناية الهية فيرضى الله خصماءه علم مِنْهُ مَا نقل عَن الْمُفَسّرين إِن الظُّلم الْمُطلق هُوَ الْكفْر الْمُطلق (الطَّيَالِسِيّ وَالْبَزَّار عَن أنس) // بِإِسْنَاد حسن //
(الظلمَة وأعوانهم فِي النَّار) أَي مَحْكُوم لَهُم بِاسْتِحْقَاق دُخُول جَهَنَّم لأَنهم كَمَا عدلوا عَن الْعدْل فوضعوا الْأُمُور فِي غير موَاضعهَا عدل بهم عَن دَار النَّعيم وأصلوا الْجَحِيم (فر عَن حُذَيْفَة) // بِإِسْنَاد ضَعِيف //
(الظّهْر) أَي ظهر الدَّابَّة الْمَرْهُونَة (يركب) بالنباء للْمَفْعُول (بِنَفَقَة إِذا كَانَ مَرْهُونا) أَي يركبه الرَّاهِن وَينْفق عَلَيْهِ عِنْد الشَّافِعِي وَمَالك لِأَن لَهُ الرَّقَبَة وَلَيْسَ للْمُرْتَهن إِلَّا التَّوَثُّق أَو المُرَاد الْمُرْتَهن لَهُ ذَلِك بِإِذن الرَّاهِن (وَلبن الدّرّ) بِالْفَتْح أَي ذَات الضَّرع (يشرب بِنَفَقَتِهِ إِذا كَانَ) ذَلِك الْحَيَوَان اللَّبُون (مَرْهُونا وعَلى الَّذِي يركب وَيشْرب النَّفَقَة) فالمرهون لَا يهمل ومنافعه لَا تعطل بل ينْتَفع بِهِ الرَّاهِن وَينْفق عَلَيْهِ خَ ت هـ عَن أبي هُرَيْرَة) .
(حرف الْعين)
(عَائِد الْمَرِيض) الْمَعْصُوم (يمشى فِي مخرفة الْجنَّة حَتَّى يرجع) أَي يمشي فِي الْتِقَاط فواكه الْجنَّة وَمَعْنَاهُ أَن الْعَائِد فِيمَا يحوزه من الثَّوَاب كَأَنَّهُ على نخل الْجنَّة يخْتَرف ثمارها من حَيْثُ إِن فعله يُوجب ذَلِك (م عَن ثَوْبَان)
(عَائِد الْمَرِيض يَخُوض فِي الرَّحْمَة فَإِذا جلس عِنْده غمرته الرَّحْمَة) أَي علته وسترته شبه الرَّحْمَة بِالْمَاءِ فِي الطَّهَارَة أَو الشُّمُول ثمَّ نسب إِلَيْهَا مَا هُوَ مَنْسُوب إِلَى الْمُشبه بِهِ من الْخَوْض (وَمن تَمام عِيَادَة الْمَرِيض أَن يضع أحدكُم يَده على وَجهه أَو على يَده