للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

لعيش) يكون (بعد الْمَسِيح) أَي بعد نزُول عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام إِلَى الأَرْض فِي آخر الزَّمَان (يُؤذن) من قبل الله (للسماء فِي الْقطر) فتمطر مَطَرا نَافِعًا كثيرا (وَيُؤذن للْأَرْض فِي النَّبَات) فتنبت نباتاً حسنا (حَتَّى لَو بذرت حبك على الصفاء) أَي الْحجر الأملس (لنبت) طَاعَة لرَبه (وَحَتَّى يمر الرجل على الْأسد فَلَا يضرّهُ ويطأ على الْحَيَّة فَلَا تضره وَلَا تشاحح) بَين النَّاس (وَلَا تحاسد وَلَا تباغض) مَقْصُود الحَدِيث أَن النَّقْص فِي الْأَمْوَال والثمرات والتحاسد والتباغض إِنَّمَا هُوَ من شُؤْم الذُّنُوب فَإِذا طهر الأَرْض أخرجت بركتها وارتفع ذَلِك (أَبُو سعيد النقاش) بِالْقَافِ (فِي فَوَائِد الْعِرَاقِيّين عَن أبي هُرَيْرَة) وَرَوَاهُ عَنهُ أَبُو نعيم وَغَيره أَيْضا

(طُوبَى لمن أدركني وآمن بِي وطوبى لمن لم يدركني ثمَّ آمن بِي) زَاد فِي رِوَايَة قَالُوا وَمَا طُوبَى قَالَ شَجَرَة فِي الْجنَّة مسيرَة مائَة عَام ثِيَاب أهل الْجنَّة تخرج من أكمامها (ابْن النجار عَن أبي هُرَيْرَة)

طُوبَى لمن أَكثر الْجِهَاد فِي سَبِيل الله) بِقصد إعلاء كلمة الله (طُوبَى لمن ذكر الله) بتهليل أَو تَسْبِيح أَو تمجيد أَو نَحْو ذَلِك (فَإِن لَهُ بِكُل كلمة) ينْطق بهَا (سبعين ألف حَسَنَة كل حَسَنَة مِنْهَا عشرَة أَضْعَاف مَعَ الَّذِي لَهُ عِنْد الله من الْمَزِيد) وَهُوَ النّظر إِلَيْهِ تَعَالَى فِي الْآخِرَة الَّذِي لَا فوز أعظم مِنْهُ (وَالنَّفقَة) فِي الْجِهَاد (على قدر ذَلِك) تَمَامه عِنْد مخرجه قَالَ عبد الرَّحْمَن فَقلت لِمعَاذ إِنَّمَا النَّفَقَة بسبعمائة ضعف فَقَالَ معَاذ قل فهمك إِنَّمَا ذَاك إِذا أنفقوها مقيمون غير غزَاة فَإِذا غزوا وأنفقوا خبأ الله لَهُم من خزائنه مَا يَنْقَطِع عَنهُ علم الْعباد (طب عَن معَاذ) وَفِيه رجل لم يسم

(طُوبَى لمن أسْكنهُ الله تَعَالَى إِحْدَى العروستين عسقلان أَو غَزَّة) تنويه عَظِيم بفضلهما وترغيب فِي سكناهما (فر عَن ابْن الزبير) وَفِيه ابْن عَيَّاش أوردهُ الذَّهَبِيّ فِي الضُّعَفَاء

(طُوبَى لمن أسلم وَكَانَ عيشه كفافاً) أَي بِقدر كِفَايَته لَا يشْغلهُ وَلَا يطغيه (الرَّازِيّ فِي مشيخته عَن أنس) وَرَوَاهُ عَنهُ الْقُضَاعِي أَيْضا

(طُوبَى لمن بَات حَاجا وَأصْبح غازياً) يعْنى تَابع الْحَج والغزو كلما فرغ من هَذَا شرع فِي هَذَا قَالُوا وَمن هَذَا قَالَ (رجل مستتر) أَي مَعْرُوف بَين النَّاس (ذُو عِيَال متعفف) عَن سُؤال النَّاس (قَانِع باليسير من الدُّنْيَا يدْخل عَلَيْهِم) أَي على عِيَاله (ضَاحِكا وَيخرج مِنْهُم) أَي من عِنْدهم (ضَاحِكا) أَي مُتَبَسِّمًا (فوالذي نَفسِي بِيَدِهِ) أَي بقدرته وتصريفه (أَنهم) أَي هَذَا الرجل وكل من هَذَا شَأْنه (هم الحاجون الغازون فِي سَبِيل الله عز وَجل) لَا غَيرهم مِمَّن تَابع بَين الْحَج والغزو حَقِيقَة وَأَشَارَ بِهِ إِلَى فضل القناعة مَعَ الرِّضَا (فر عَن أبي هُرَيْرَة) // بِإِسْنَاد ضَعِيف //

(طُوبَى لمن ترك الْجَهْل وأتى الْفضل) أَي فعله (وَعمل بِالْعَدْلِ) الْمَأْمُور بِهِ فِي قَوْله تَعَالَى إِن الله يَأْمر بِالْعَدْلِ وَجَمِيع أَحْكَام الدّين تَدور عَلَيْهِ إِذْ بِالْعَدْلِ قَامَت السَّمَوَات وَالْأَرْض كَمَا فِي التَّوْرَاة (حل عَن زيد ابْن أسلم مُرْسلا)

(طُوبَى لمن تواضع فِي غير منقصة) بِأَن لَا يضع نَفسه بمَكَان يزرى بِهِ وَيُؤَدِّي إِلَى تَضْييع حق الْحق أَو الْخلق فالقصد بالتواضع خفض الْجنَاح للْمُؤْمِنين مَعَ بَقَاء عزة الدّين والعزة تشتبه بِالْكبرِ من حَيْثُ الصُّورَة وتختلف من حَيْثُ الْحَقِيقَة كاشتباه التَّوَاضُع بالضعة والتواضع مَحْمُود والضعهة مذمومة وَالْكبر مَذْمُوم والعزة محمودة قَالَ الله تَعَالَى فَللَّه الْعِزَّة وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمنِينَ فالمطلوب الْوُقُوف على حد التَّوَاضُع من غير انحراف إِلَى الضعة وَمِنْه يؤخذانه يَنْبَغِي للرجل إِذا تغير صديقه وتكبر عَلَيْهِ لنَحْو منصب أَن يُفَارِقهُ وَلذَا قيل

(سأصبر عَن رفيقي أَن جفاني ... على كل الْأَذَى إِلَّا الهوان)

<<  <  ج: ص:  >  >>