للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

يظنّ النَّاس فِيهِ الامانة أَي الْقُدْرَة على الْوَفَاء فَيَأْخُذ مِنْهُم بِسَبَب أَمَانَته نَحْو ثوب بالاستدانة مَعَ انه لَيْسَ عِنْده مَا يَرْجُو الْوَفَاء مِنْهُ فَأَنَّهُ قد يَمُوت وَلَا يجد مَا يُوفى بِهِ (حم عَن أنس) واسناده حسن

(لِأَن يمتلي جَوف أحدكُم قَيْحا) أَي مُدَّة (حَتَّى يرِيه) بِفَتْح الْمُثَنَّاة التَّحْتِيَّة من الورى بِوَزْن الرمى غير مَهْمُوز أَي حَتَّى يغلبه فيشغله عَن الْقُرْآن وَالذكر أَو حَتَّى يُفْسِدهُ (خير لَهُ من ان يمتلئ شعرًا) أنشأءه أَو حفظه لما يؤل اليه أمره من اشْتِغَاله بِهِ عَن عبَادَة ربه وَالْمرَاد الشّعْر المذموم وَهُوَ مَا فِيهِ هجو أَو تشبيب بأجنبية أَو خمره لَا مَا اشْتَمَل على نَحْو ذكر وزهد ومواعظ ورقائق (حم ق ٤ عَن أبي هُرَيْرَة

لِأَن يهدي الله على يَديك رجلا) وَاحِدًا كَمَا فِي رِوَايَة (خير لَك) عِنْد الله (مِمَّا طلعت عَلَيْهِ الشَّمْس وغربت) فتصدقت بِهِ لَان الْهدى على يَدَيْهِ شُعْبَة من الرسَالَة فَلهُ حَظّ من ثَوَاب الرُّسُل (طب عَن أبي رَافع) واسناده حسن

(لِأَن بقيت) فِي رِوَايَة لَئِن عِشْت (الى قَابل) أَي الى الْمحرم الْآتِي (لأصومن) الْيَوْم (التَّاسِع) مَعَ عَاشُورَاء مُخَالفَة للْيَهُود فَلم يَأْتِ الْمحرم الْقَابِل حَتَّى مَاتَ قَالَ بَعضهم يحْتَمل أَنه أَرَادَ نقل الْعَاشِر الى التَّاسِع وانه أَرَادَ اضافته اليه فِي الصَّوْم مُخَالفَة للْيَهُود فِي افرادهم الْعَاشِر وَهُوَ الاجح وَبِه يشْعر بعض رِوَايَات مُسلم وَخبر أَحْمد صُومُوا يَوْم عَاشُورَاء وخالفوا الْيَهُود وصوموا يَوْمًا قبله وَيَوْما بعده كَمَا مر (م هـ عَن ابْن عَبَّاس

لِتَأْخُذُوا عني مَنَاسِككُم) وَهِي مَوَاقِف الْحَج وأعماله (فانى لَا أَدْرِي لعَلي لَا أحج بعد حجتي هَذِه) قَالَه فِي حجَّة الْوَدَاع (م عَن جَابر) قَالَ رَأَيْت النَّبِي [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] يَرْمِي على رَاحِلَته يَوْم النَّحْر ويقوله

(لتؤدن) بِضَم الْمُثَنَّاة الْفَوْقِيَّة وَفتح الْهمزَة وَفتح الدَّال (الْحُقُوق الى أَهلهَا يَوْم الْقِيَامَة) على قسطاط الْعدْل الْمُسْتَقيم (حَتَّى يُقَاد للشاة الجلحاء) بِالْمدِّ الْجَمَّاء الَّتِي لَا قرن لَهَا (من الشَّاة القرناء) الَّتِي لَهَا قرن (تنطحها) صَرِيح فِي حشر الْبَهَائِم يَوْم الْقِيَامَة وَلَا يمْنَع مِنْهُ عقل وَلَا شرع لَكِن لَيْسَ شَرط الْحَشْر الثَّوَاب وَالْعِقَاب واما الْقصاص للجلحاء فَلَيْسَ من قصاص التَّكْلِيف بل قصاص مُقَابلَة (حم م خدت عَن أبي هُرَيْرَة

لتأمرن بِالْمَعْرُوفِ ولتنهون عَن الْمُنكر اَوْ ليسلطن الله عَلَيْكُم شِرَاركُمْ فيدعو خياركم فَلَا يُسْتَجَاب لَهُم) أَي وَالله أَن أحد الْأَمريْنِ لكائن اما ليكن مِنْكُم الامر بِالْمَعْرُوفِ ونهيكم عَن الْمُنكر اَوْ انزال الْعَذَاب والتسليط وَعدم قبُول الدُّعَاء بِرَفْعِهِ (البزارطس عَن أبي هُرَيْرَة) واسناده حسن

(لتركبن) فِي رِوَايَة لتتبعن (سنَن) بِفَتْح السِّين طَرِيق (من كَا ن قبلكُمْ شبْرًا بشبر وذراعا بِذِرَاع) أَي اتِّبَاع شبر ملتبس بشبر وذراع ملتبس بِذِرَاع وَهُوَ كِنَايَة عَن شدَّة الْمُوَافقَة لَهُم فِي المخالفات والمعاصي لَا الْكفْر وَهَذَا خبر مَعْنَاهُ النَّهْي عَن اتباعهم ومنعهم عَن الِالْتِفَات لغيره (حَتَّى ان أحدهم دخل جُحر ضَب لدخلتم) مُبَالغَة فِي الِاتِّبَاع هُوَ بِضَم الْجِيم وَسُكُون الْمُهْملَة وَخَصه لشدَّة ضيقه أَو لانه مأوى العقارب وَالْمَقْصُود ان هَذِه الامة تتشبه بِأَهْل الْكتاب فِي كل مَا يَفْعَلُونَهُ حَتَّى لَو فعلو هَذَا الَّذِي يخْشَى مِنْهُ الضَّرَر الْبَين لتبعوهم فِيهِ وَقيل أصل ذَلِك ان الْحَيَّة تدخل على الضَّب جُحْره فتخرجه مِنْهُ وتسكنه وَمن ثمَّ قَالُوا أظلم من حَيَّة فَمَعْنَى الحَدِيث حَتَّى لَو فعلوا من الظُّلم مَا تَفْعَلهُ الْحَيَّة بالضب من ازعاج أحد من مَحَله وَالسُّكْنَى فِيهِ ظلما لفعلتموه (وَحَتَّى لَو أَن أحدكُم لَو جَامع امْرَأَته فِي الطَّرِيق لفعلتموه) يَعْنِي ان اقتصروا فِي الَّذِي ابتدعوه اقتصرتم وان بسطوا انبسطتم حَتَّى لَو بلغُوا الى غَايَة لبلغتموها حَتَّى كَانَت تقتل أنبياءها فَلَمَّا عصم الله رَسُوله قتلوا خلفاءه (ك عَن ابْن عَبَّاس)

<<  <  ج: ص:  >  >>