عَن عَائِشَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لما ذكرت امْرَأَة لَا تنام اللَّيْل قَالَ عَلَيْكُم بِمَا تطيقون فوَاللَّه لَا يمل الله حَتَّى تملوا
اعْلَم أَن الملال على الله تَعَالَى محَال وَهُوَ ثقل الشَّيْء على النَّفس والسآمة مِنْهُ فَوَجَبَ تَأْوِيله وَهُوَ أَنه لَا يتْرك الْأجر وَالثَّوَاب حَتَّى يتْركُوا الْعَمَل وَلِأَن من مل شَيْئا تَركه فَعبر عَن التّرْك بالملال الَّذِي هُوَ سَببه من بَاب اسْتِعْمَال الْمُسَبّب بِلَفْظ السَّبَب وَهُوَ مجَاز كثير كَمَا تقدم
وَقيل إِن مَجِيئه بِهَذَا اللَّفْظ من بَاب الْمُقَابلَة فِي الْأَلْفَاظ وَهُوَ بَاب من أبوب الفصاحة كَقَوْلِه تَعَالَى {ومكروا ومكر الله}{نسوا الله فنسيهم}{وَجَزَاء سَيِّئَة سَيِّئَة مثلهَا}